مما زاد من إرباك الحزب وتخبطه هو فتحه لجبهة سياسية جديدة في الداخل اللبناني، بعد ذهابه إلى خيار حكومة من طرف واحد وحمايته لعهد الرئيس عون.
 


بالرغم من انشغال العالم بفيروس كورونا، وما سببه من ضحايا في الارواح ومن جمود اقتصادي لم تسلم منه حتى أقوى الاقتصاديات على الكوكب، إلا أن هذا كله لم يثن العدو الاسرائيلي من السير في أجندته العسكرية والأمنية فشهدنا في الأسبوع المنصرم عمليتين أمنيتين استهدفت الأولى المسؤول الحزبي علي محمد يونس الذي تم اغتياله في الجنوب على طريق زوطر.

 


 
وبالأمس قامت طائرة مسيرة اسرائيلية باستهداف سيارة تابعة للحزب داخل الاراضي السورية، وكما ظهر من الصور التي انتشرت للسيارة المصابة بأن الاضرار فيها كانت من الجهة الخلفية تحديدا وسلامة مقدمة السيارة مما يوحي بحسب مقارنتها بعمليات استهداف السابقة (سيارة السيد عباس الموسوي مثلا)، وكأنها كانت على نسق استهداف لشخصية مهمة كانت تجلس بالخلف أيضا، بالرغم من إعلان الحزب عن نجاة كل من كان داخل السيارة وطبعا لم يكشف النقاب عن الشخصية المستهدفة.

 

 

وفي هذا السياق نفسه يأتي الاعلان الاميركي عن تعقب ممثل الحزب بالعراق الشيخ محمد كوثراني وتخصيص جائزة 10 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، مما يعني أن مؤشر التصعيد الميداني على جبهة أميركا – ايران حزب الله،  لم يتوقف أو ينحدر بعد وصوله للذروة عقب اغتيال قائد فيلق القدس ومعه أبو مهدي المهندس.

 

إقرأ أيضًا: الامام المهدي والكورونا !!


 


يحاول حزب الله، تجنب أي مواجهة أو تصعيد في هذه المرحلة الحرجة، بل وأكثر من ذلك فإنه يعتمد سياسة النظام السوري مع استبدال عبارة "الرد بالزمان والمكان المناسبين" والتي تحولت بالفترات الاخيرة إلى عبارة "تصدت دفاعاتنا الجوية" إلى عبارة "ونجوا بأعجوبة" وبذلك كفى حزب الله المجاهدين شر الرد.

 

 

لا شك بأن الحزب يمر بأصعب مراحله المادية نتيجة العقوبات الاميركية على إيران، ومما زاد من إرباك الحزب وتخبطه هو فتحه لجبهة "سياسية" جديدة في الداخل اللبناني، بعد ذهابه إلى خيار حكومة من طرف واحد وحمايته لعهد الرئيس عون مع معرفته المسبقة لما هذا الخيار من تداعيات كارثية على لبنان، مما حمّله مسؤولية أعباء الأزمة الكبرى التي يمر بها لبنان وزاد الطين بلة فشل رئيس الحكومة حسان دياب من لعب دور "سعد حريري" جديد، إذ اعتبر الحزب وبسذاجة أن مجرد قدومه من الجامعة الاميركية في بيروت هذا وحده كفيل بأن يُفتح له أبواب المساعدات المالية وخزائن صندوق النقد ودول الخليج ! وهذا طبعا ما لم يحصل مما أغرق الحكومة ومعها الشعب اللبناني بأزمة مالية حادة نشاهد يوميا حجم التخبط والارباك في كيفية مقاربة علاجاتها بدون جدوى مما يحمّل الحزب مسؤولية مباشرة عن جوع الناس وتردي أوضاعهم المالية بما ينذر بانفجار إجتماعي كبير، تعجز الدعاية الحزبية الحؤول دونه وتلميع صورة هذه الحكومة والدفاع عن إخفاقاتها اليومية، فالأمعاء الخاوية لا يسكتها الجمل الانشائية ولا الشعارات الفارغة، ولا حتى سمفونية "تركة ال30 سنة" المملة.


  


في ظل كل ما تقدم، يضاف إليهم حركة غير مسبوقة لطائرات الإستطلاع الإسرائيلية فوق الضاحية الجنوبية مع تحليق مكثف للطائرات الحربية المعادية مما يجعلنا أمام سؤال بمنتهى الخطورة والجدية هذه المرة هو : هل يستغل العدو الإسرائيلي أزمة الكورونا وما نحن فيه من تخبط مالي وسياسي فيقدم على اعتداء ما على الاراضي اللبنانية، واشعال الجبهة مع حزب الله في هذه الايام لتكون بمثابة رد جميل انتخابي للرئيس الاميركي ترامب ؟

 انشالله لأ .