في زمن تتآلف فيه الانسانية، وتتوق الأرض لاحتضان السماء، تتعالى أصوات الحقّ لتعانق زمن الرجاء.
 
الرجاء إلى الرحمة الهيّة والقيامة من بؤر الوجع والألم.
 
ودعوات إلى معانقة الصلاة.
 
وحنين إلى دور عبادة أغلقت أبوابها، وصمتت مآذنها وأجراسها، وأصبح فيها السجود سبحة تسجد على أبواب الأمل، ترجوه المغفرة، فمن منا كان ليخطر على فكره أن يأتي يوم تغلق فيه كافة دور العبادة لسبب أو لآخر أمام المؤمنين والمصلين؟!
 
لوحة قاتمة، تنسج شعورا بالوحدة المريبة القاتلة. صورة شاملة لمجتمع وعالم يفرغ من المادة ليلتحم مع وجدانه بالتقرب من الخالق ...
 
كلّ هذا وأكثر، عندما فتك هذا الوباء بالإنسانية دون رحمة. وباء لا يرى بالعين المجردة، نراه بعين العقل الذي يدرك الهلاك والضعف البشري. ولكن هل نقف هنا أم نستمر بفعل الإيمان الساكن في أعماقنا كبشر. فدور العبادة ولو أغلقت أبوابها وصمتت مآذنها وأجراسها فإنّها تصدح في قلوبنا، لتزيدنا معرفة أنّ حبّ الله موجود وحيّ فينا.
 
يقال: « ربّ ضارة نافعة «
 
لعلّ هذا الوباء جعلنا نعود إلى رشدنا ووعينا، أنّ الإنسانيّة مهما ارتفعت وارتقت فإنّها هاوية، إذا لم تقترن بالحب والمحبة. وأنّ خلاص النفوس لا يكون إلاّ بالصلاة والدعاء ورحمة الله الساكنة فينا. لذا تعالوا نعيش الحنين والتوق الى إقامة شعائرنا وفرائضنا الدينية، وجعل منازلنا وقلوبنا معابد رحمة وفرح بلقاء الله بأسلوب حياتنا وطرق صلاتنا. فنحن الآن أحوج ما نكون لرحمة الله علينا. 
 
هذا وتتم الآن وبفضل التطور وبإرادة حقّة متابعة كل الفرائض الدينيّة عبر وسائل التواصل كافة. ويمكننا أن ندرك وعبر الإحصاءات، أنّ المشاركة كثيفة جدّاً، ويعتبر ذلك دليل حاجة ورغبة عند المؤمنين بالتقرّب من الله أكثر وأكثر.
 
ولكن ومهما يكن، يبقى لدور العبادة طابع خاص بها، ففيها تستكين الحياة وتتجرد الاّ من محبّة الله.
 
 فالسجود أمام مذبحه وفي بيته يقرّبنا أكثر ويجعلنا ندرك أنّه ملجأنا الروحي والأبدي... إضافة إلى ذلك التزامنا بالتضحية في سبيل الله عزّ وجلّ باحترام مواعيد الصلاة.... وأيام العبادة...
 
وها نحن في نهايات الصوم وقرب عيد الفصح المجيد (القيامة) عند الديانة المسيحيّة نلقي بآلامنا وأوجاعنا وكل خطايانا تحت أقدام الصليب، إيمانا بالله الواحد سبحانه وتعالى. 
 
وبعد عدّة أيّام يتحضّر أخوتنا من الديانة الإسلاميّة لاستقبال شهر رمضان المبارك لنتشارك وإيّاهم أيضا الصلاة والدعوات...يدا بيد متحدين بالصلاة والأمل والرجاء.
 
 ندعو الله عزّ وجلّ أنّ يخلّصنا وينجّينا من كلّ خطر وشرّ ...
 
دمتم للإنسانيّة مسلمين ومسيحيّين.