يبقى الغرب بنظر أبنائه واهناً وضعيفاً وعاجزاً عن مواجهة الفيروس وهذا ما سيعيد بناء جسور العالم وفق هندسة سياسية جديدة منسجمة تماماً مع تداعيات فيروس كورونا بما يعني أن هناك دعوات لتحميل مسؤولية الفيروس عملياً وتغريمه وتعزيره .
 

وقف العالم عاجزاً أمام فيروس الكورونا وفضح انتفاخ قوته التي تفوق قوة الخالق بحيث بدت كل الأسلحة وكل التقنيات الحديثة وما يُصرف من أموال على البحث العلمي مجرد دعوات غير منتجة وبتنا نشك بها رغم دهشتنا السابقة لتقدم العلم في الأرض وعلى السماء .

هنا نقول العالم المسؤول عن البشر وعن الكوكب ولا نشمل الدول الفاقدة للحماية والمختصة فقط بتأديب شعوبها بالفقر والجوع والجزع وحرمانه من أبسط حقوقه السياسية والإجتماعية لذا نحدد هنا الدول المتقدمة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية والتي دفعت وما زالت تدفع أثمان هذا الفيروس الصغير بأرقام هائلة من الموتى والمصابين في ظل تراجع صحي وخيبة أمل علمية في الوصول باكراً الى نتائج إيجابية للتخلص من مصيبة هذا الفيروس الذي هزّ سرير العالم بأسره وأمراضه وهدده بقتل الملايين من البشر .

في لحظة ما ظننا أن المؤامرة التي تسكن هواجس الشعوب النامية والنائمة هي سبب عجز أميركا وأوروبا عن مواجهة الفيروس ومن ثمّ أعدنا النظر في سياسة المؤامرة عندما إجتاح الفيروس أوروبا وأميركا بقوّة هائلة واعتبر البعض أنها لعبة أميركية لترويض الصين الهجين بعد أن بات مارداً اقتصادياً وباتت الدعوة ملحة لإعادته الى ما كان عليه من قبل خصومه الغربيين حباً منه بتسيس الفيروس وهذا ديدن العاملين في السياسات المتأدلجة والتي لا تؤمن بشيء خارج الشر الأميركي .

اقرا ايضا : أين نواب الشعب؟

 

قادنا الخوف الى التسليم بمؤامرة ما ومنها ترويض الصين والتخلص من كلفة كبار السن والخضوع لنظرية مالتوس وريكاردو في وجوب الحروب والأزمات والأمراض والأوبئة لإعادة التوازن بين البشر والطبيعة وهذا ما يجد له أتباعاً في الغرب من قمّة المسؤولية الى المستويات الأخرى في شبكات الرأي .

أمام هذا الرأي الشرق أوسطي والمدعوم من جهات دولية يثير ضجيجاً لا أكثر أو توصيفاً ممكناً لكنه لا يقدم علاجاً أو حلولاً وهذه مشكلة المخالفين للسياسات الغربية أنهم يشيطنون أميركا ومن معها لكنهم لا يقدمون دوءًا سوى قراءة سور من القرآن وبعض الأدعية كما هي في وصفة الإسلاميين أو تقديم الأبحاث الكلامية المكتوبة أو المقروءة من قبل المتأدلجين من بقايا القومية أو اليسارية .

مشكلة هؤلاء أنهم في أنفسهم  يراهنون على توصل الغرب للعلاج المطلوب لأخذ جرعاته ومع ذلك يبقى الغرب بنظر أبنائه واهناً وضعيفاً وعاجزاً عن مواجهة الفيروس وهذا ما سيعيد بناء جسور العالم وفق هندسة سياسية جديدة منسجمة تماماً مع تداعيات فيروس كورونا بما يعني أن هناك دعوات لتحميل مسؤولية الفيروس عملياً وتغريمه وتعزيره وهذا ما سيطال العالم الذي أخفق في احتواء أزمة هي ليست كبيرة اذا ما نظرنا للقدرات والمقدرات التي تتمتع بها دول دولية وإقليمية قادرة على كل شيء لكنها عجزت عن فروس صيني يقولون أنه من صنع الخفافيش .