غالبية اللبنانيين فقدوا مصدر رزقهم قبل وباء الكورونا وبعده، والحجْر المنزلي أطاح بما تبقّى لديهم من قُدُراتٍ وكفاءات، ونائب الأمّة السيد حسن فضل الله يتباكى على سيادة ضاعت منذ زمنٍ بعيد.
 
 
من حقّ السيد النائب حسن فضل الله أن يغار على سيادة واستقلال وطنه ( لبنان الصغير الذي جعله الفرنسيون كبيراً قبل مائة عام)، وأن يسعى لمنع القوى الأجنبية من التّدخُّل في شؤونه، خاصةً إذا كانت هذه القوى تدور في فلك "الأمبريالية" الأميركية، فالأُممُ لا تحيا إلاّ بحُريّتها وعزّتها وكرامتها، والأوطان لا تُبنى إلاّ على مفاهيم كالسّيادة والإستقلال، وكان حريّاً بنا أن نُقدّر غيرة النائب فضل الله هذه، لو أنّ حزبه(حزب الله) كان حريصاً على الحد الأدنى من سيادة واستقلال لبنان، والشواهد لا تُعدّ ولا تُحصى، والإعترافات لا يُخفيها قادة الحزب على اختلاف مراتبهم، وفي مقدمهم السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، الذي أعلن جهاراً وعلى الملأ أنّ ولاءهُ للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، وما يستتبع الولاء من سلاحٍ وعتادٍ ومالٍ ونفوذٍ ورعاية.
 
أمّا في أحوال لبنان هذه الأيام التي بلغت حدود الكارثة، إقتصاديّاً وسياسياً واجتماعيّاً، فمن الممكن أن نضع ""حميّة" الإستقلال والسيادة على حِدة، بانتظار جلاء مصائب وباء الكورونا الذي زعزع أركان المعمورة، ومن بينها بالطبع بلدنا لبنان، إلاّ أنّ اللّافت في تصريحات النائب فضل الله وحزبه، لا بل المُعيب، أنّهم لا يُعيرون بالاً إلى مأزق البلد الإقتصادي والمالي، كما أنّ جائحة الكورونا لم تُحرّك فيهم سوى  "عِرق" السيادة على لبنان التي انتُهكت من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، حتى صحّ فيهم المثل الشعبي السائر: " الناسُ بالناس، والقطّة بالنفاس".
 
غالبية اللبنانيين فقدوا مصدر رزقهم قبل وباء الكورونا وبعده، والحجْر المنزلي أطاح بما تبقّى لديهم من قُدُراتٍ وكفاءات، ونائب الأمّة السيد حسن فضل الله يتباكى على سيادة ضاعت منذ زمنٍ بعيد، واستقلالٍ أصبح في ذمّة التاريخ، وبالمناسبة يُستحسن عدم الاحتفال بمئوية هذا الإستقلال الذي أصبح أثراً بعد عين.
 قال الشاعر:
وإنّ كلام المرء في غير كُنهه 
لكالنّبل تهوي ليس فيها نِصالُها.