في ظل وجودنا وبقائنا ملتزمين ببيوتنا وبين أهلنا، وقضاء جزء كبير من الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، ومتابعة الإخبار لمعرفة أين وصل الفيروس، من حيث المناطق وعدد المصابين والمشتبه بإصابتهم.
 
 لاحظنا كباحثين ومراقبين أن نسبة لا باس بها من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وللأسف من أبنائنا/تنا يتنمرون بطريقة وأسلوب سلبي تجاه المصابين، ومن يشتبه بإصابتهم، وإذ وصل بهم الأمر لإطلاق الفكاهة والنكت والاتهامات، وبعض المفردات والتعابير على المصابين بالفيروس او من هم بالحجر.
 
التساؤل هنا؛ هل هذه أخلاقنا وثقافتنا والحس بالمسؤولية تجاه أنفسنا وتجاه ابنائنا وضيوفنا المصابين؟ 
 
إن الفئة المتنمرة بعيدة كل البعد عن الحس الإنساني والمسؤولية الإنسانية، انتم النشامى والنشميات الذين يتحملون المسؤولية تجاه أنفسكم وتجاه عائلتكم ووطنكم، تحملون رسالة واحدة من الواجب نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الا وهي التوعية والإحساس بالمسؤولية والتمثل بالأخلاق الحميدة والمواطنة الفاعلة، وتحويل رسائل التنمر السلبية الى رسائل تنمر إيجابية، وذلك بتشجيع المصاب او المشتبه بإصابته بالفيروس بعدم التقاعس والاستهتار بأرواحهم وأرواح العباد والتواصل مع المعنيين من الكوادر الطبية المختصة، او تبليغ الجهات المعنية على الأرقام المخصصة (911 ، 193)، والكل على علم انه سيتم التعامل بسرية تامة، ولو ان الإصابة بالفيروس ليست بعيب، فكلنا معرضون للإصابة، اذاً لنقضي على هذا الوباء يداً بيد، وكل من مكانه وموقعه. 
 
وكما نعلم ان التحديات والمعيقات التي تواجه الدولة والحكومة والجيش الأبيض في معرفة واكتشاف المصابين بالفيروس كثيرة وعديدة، ومنها فترة حضانة الفيروس، والتعاون بين بعضنا البعض كمواطنين أول الخطوات لمواجهة والقضاء على هذا الوباء الخبيث، لنحمي أنفسنا، ولنسيطر على انتشاره بدل سيطرته علينا وعلى حياتنا.
 
وان التعاطي والتعامل مع بعضنا البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يكشف للمتابعين جوهر وأخلاق الناشر للرسالة ورضاه عن ذاته وتربيته وبيئته الأسرية والعائلية، وكذلك تربيته الإعلامية التي ننادي ونعمل بها منذ سنوات، والتي تبدأ من ذاتنا، لتطبيقها على مضمون وجوهر المشاركات التي يتم وضعها وتبادلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتبادل الرسائل عبر وسائل الاتصال. 
 
والتماسك الاجتماعي يظهر أيضا في العالم الافتراضي، بتوحيد صفوفنا وتركيزنا على الجهود المتبادلة ببث الوعي، والانصياع للتعليمات الطبية والحكومية لنتخلص من هذا الفيروس بأقل الخسائر الإنسانية، وهي الأهم في ظل هذه الأزمة.
 
لا شك اننا تعبنا دولة وحكومة ومواطنين وأجهزة طبية وعسكرية وأمنية ونريد العودة الى حياتنا الطبيعية، وهذا يتطلب منا الوقوف بصف واحد، وتوحيد جهودنا وهدفنا «بالقضاء على انتشار الفيروس».
 
 ولتحقيق هدفنا على ارض الواقع، علينا العمل بجهد موحد، لاكتشاف ومعرفة المصابين أينما تواجدوا ومعالجتهم قبل توغل وانتشاره أكثر، وتعد التوعية وتحمل المسؤولية عبر وسائل التواصل الاجتماعي فرصة ذهبية علينا استثمارها للسيطرة على انتشار الوباء. 
 
فلنكف عن التنمر السلبي عبر الفضاء الافتراضي، ولنستثمر وقتنا في بث ورفع الروح المعنوية للمصابين وأهلهم فكلنا في الحال واحد. ولنشجع المشتبه بإصابتهم والمحيطين بهم بالتواصل مع المعنيين.
 
نطلب من الله الشفاء العاجل للمصابين وعودتهم إلى بيوتهم سالمين.