الكل جلوس في وثير السلطة السياسية والحزبية والكل يسبح إمّا في بئر من النفط أو انه يحوم على حوافيه والشعب يتحمس لجلاديه ويحب شارب دمه وهو مستعد للموت في سبيل غنى سيده وكثرة فقره إنها العلامة البارزة في المجتمع اللبناني فالثورة التي خرجت ضدّ الفقر قام ضدّها الفقراء وكانوا أكثر شراسة عليها من الأغنياء .
 
ماتوا أم أنهم أحياء عند أربابهم يرزقون من نعيم السلطة والسلطان والرواتب التي لا يتمتع بها مشرعة القوانين الدولية والحوافز والخدمات والمستحقات وما هناك وهنالك من صناديق ممولة لجيوب النواب . 
 
لم تعد اجتماعات الكتلة الزرقاوية أو البرتقالية أو الصفراوية أو الخضراوية أو البيضاوية وغيرها من الكتلة الملونة بألوان الفرقة والإنقسام حاضرة في المشهد اللبناني فالكل نيام في كهف الكورونا، ولم تعد اجتماعات الأربعاء والخميس وغيرها من الإجتماعات الإسبوعية لفيلة الكتل السياسية حاضرة أمام عدسة المصورين فيبهرنا التلاون لملخصات الإجتماعات الكتلوية ضدّ الدولة العاجزة والمقصرة والغير قادرة على مجاراة بيانات نواب الشعب في تحقيق مطالب اللبنانيين وضدّ بعضهم البعض في تحميل مسؤوليات العجز السياسي والمالي للحكومات التي صوتوا لها بعدد أصابعهم لأكثر من أزمة أسقطت البلاد والعباد في جورة الفقر والعوز والجوع والعودة بهم الى واقع الأنظمة العربية المستبدة بعد أن قتلوا ميزة لبنان عن السائد العربي .
 
من منكم شهد السيد النائب في الشدّة والأزمات ؟ من منكم لمح السيارات الفارهة وهي تعب الطرقات مسرعة ومطلقة حناجر المزامير وأصوات أخرى خاصة بالسادة المسؤولين كي تُشق لهم الشوارع المزدحمة من المارة من عوام اللبنانيين ؟ من لمح طيف أحدهم خلف سرير مصاب بفيروس الفقر أو الكورونا ؟ من رأه خلف باب جائع وبيده ما يسد جوع الجياع ؟
 
أشهد أن لا أحد منكم رأى أحداً منهم إلاّ في تعصبه السياسي أو الطائفي وفي إندفاعه الأعمى وراء من يسلب منه رغبة العيش والحياة فممثل الشعب يجب أن يعيش كما يعيش الشعب أي وفق المستويات الإجتماعية للأكثرية الناخبة خاصة وأن هؤلاء النواب غير معروفين وكل ما هنالك أنهم نزلوا بمظلة الزعيم الطائفي والحزبي وأكثرهم جيء بهم كرهاً وضدّ رغبة منتخبيهم لتعليمهم وجوب الطاعة وعدم المعصية .
 
أليس من الأجدر بنواب الشعب الكف عن أخذ رواتبهم في هذه المرحلة وتقديمها للخدمة الصحية ؟ والعمل على تقديم مشروع يعفي النائب من حقوقه المالية لصالح الخزينة بعد أن أصبح لبنان صنو الصومال أو ما هو أقل من هذه الدولة الفقيرة  وهذا أيضاً ما يطال السادة الوزراء الذين يتمتعون بخيرات السلطة على حساب الشعب وكذلك حال كبار القوم الذين آن لهم أن يستريحوا قليلاً من جمع الأموال ريثما يعود لبنان الى ما كان عليه من نعمة ونعيم .
 
طبعاً مجرد شحطة قلم لا أكثر أو انها زلة لسان فنحن نشتكي لأنفسنا لأنه لا يوجد من نشتكي له فالكل جلوس في وثير السلطة السياسية والحزبية والكل يسبح إمّا في بئر من النفط أو انه يحوم على حوافيه والشعب يتحمس لجلاديه ويحب شارب دمه وهو مستعد للموت في سبيل غنى سيده وكثرة فقره إنها العلامة البارزة في المجتمع اللبناني فالثورة التي خرجت ضدّ الفقر قام ضدّها الفقراء وكانوا أكثر شراسة عليها من الأغنياء .