كورونا يستفحل يوماً بعد يوم، ومرحلة الإطمئنان انقضت.
 
«دخلنا مرحلة التعرّض المُباشر للفيروس»، ما يعني أن علينا أن لا نطمئن كثيراً لانخفاض عدد الحالات المسجلة في الأيام الماضية. إذ إن نحو نصف عدد الوفيات الـ 16 سببها احتكاك مباشر بين الفيروس وخلايا الرئة، وليس بسبب تفاقم عوارض الأمراض المزمنة. وما يزيد من حساسية الوضع، سلوك التفلت من الحجر المنزلي الذي برز خلال اليومين الماضيين
 
أربع وفيات سُجّلت خلال الساعات الـ 24 الماضية بفيروس كورونا المُستجدّ، وفق أرقام وزارة الصحة، ليرتفع إجمالي عدد الوفيات إلى 16.
عند بداية انتشار الفيروس، عُزي سبب الوفيات إلى عوارض أمراض كان المصابون يعانون منها. «إلّا أننا بتنا نشهد، أخيراً، وفيات جرّاء الفيروس مُباشرةً. وبتنا نشهد احتكاكاً مباشراً بين الفيروس وخلايا الرئة»، وفق مصادر طبية معنية، لفتت إلى أن سبع وفيات كانت بسبب «سيطرة الفيروس مباشرةً على الرئتين، إمّا بسبب كبر السن أو لنقص في المناعة».
ومع أن أرقام «الصحة» أشارت، أمس، إلى أن 15 حالة وفاة من أصل 16 كان أصحابها يعانون من أمراض مزمنة (سبعة منهم فوق السبعين)، إلّا أن ذلك لا يعني أن الوفاة، في كل هذه الحالات، سببها تفاقم عوارض الأمراض المزمنة، بل هناك أسباب تتعلّق بالتعرض للفيروس مُباشرةً. وهذا يعني «دخولنا مرحلة التعرض المباشر للفيروس»، وفق المصادر نفسها. ومن شأن ذلك «فرملة» الطمأنة التي عكستها أعداد الإصابات المحدودة التي سُجّلت خلال الأيام الماضية. إذ أُقفل عدّاد «كورونا»، أمس، على 494 حالة بعد تسجيل 15 إصابة جديدة فقط من بين 539 فحصاً أجريت في الساعات الـ 24 الماضية.
 
وأعلنت إدارة مُستشفى رفيق الحريري الجامعي مساءً عن تماثل ثلاث حالات للشفاء ليرتفع عدد حالات الشفاء إلى 46، ما يجعل عدد المُصابين الفعليين حالياً بالفيروس 432 شخصاً، ثلاثة منهم حالتهم حرجة.
ولعلّ ما يزيد من منسوب القلق هو سلوك «التفلّت» من الحجر المنزلي الذي برز، أخيراً، في مختلف المناطق اللبنانية التي شهدت حركة سير «شبه طبيعية». وهذا ما دفع برئيس مجلس الوزراء حسان دياب، أمس، إلى التهديد بتدابير «صارمة وأكثر قساوة»، وفق ما نقلت عنه وزيرة الإعلام منال عبد الصمد عقب انتهاء جلسة الحكومة. دياب لفت إلى أنّ «التحديات الوطنية تتطلّب حدّاً أقصى من الحجر الصحي».
 
20% من الحالات من دون عوارض
«غرفة العمليات الوطنية لإدارة الكوارث» أشارت إلى أن 20.5% من الحالات المُصابة بفيروس كورونا «لا أعراض لها»، فيما 71.39% منها متوسطة وخفيفة، و8.46% حرجة. ولفت تقرير الغرفة أمس إلى أن 54% من المُصابين إناث، فيما لا تزال الفئة العمرية التي تتراوح بين 20 و29 عاماً هي الأكثر إصابة بالفيروس (23.13%).
ولا يزال قضاء المتن مُتصدّراً اللائحة في أعداد الإصابات (104)، تليه بيروت (93) فكسروان (64). ووصل عدد الخاضعين للحجر في المناطق إلى 1188، منهم 357 في محافظة جبل لبنان، تليها عكار (344)، فالشمال (237).
ووافقت اللجنة الوطنية لمتابعة التدابير الوقائية والإجراءات لمواجهة فيروس كورونا، حتى الآن، على تخصيص 23 مركزاً للعزل في المناطق، عشرة منها في محافظة جبل لبنان، وخمسة في عكار وخمسة في البقاع، ومركز في الجنوب واثنان في الشمال.
إلى ذلك، قرّرت الحكومة تشكيل لجنة طوارئ مهمتها تطوير الخطة الوقائية في وجه كورونا في السجون، كما وافقت على مشروع مرسوم يرمي إلى «إعفاء المُستلزمات الطبية المُستعملة لمواجهة كورونا»، علماً بأن استيراد المُستلزمات الطبية المُستعملة كان محظوراً في السابق.
رئيسة تجمّع مُستوردي المُستلزمات الطبية، سلمى عاصي، قالت في اتصال مع «الأخبار» إنّ عدداً من التحويلات المالية المخصصة لاستيراد بعض المعدات الطبية التي كانت عالقة تم تحويلها، «فيما لا تزال آلية استيراد المستلزمات الطبية المخصصة لفيروس كورونا تنتظر فضّ عروض المناقصة في وزارة الصحة خلال اليومين المُقبلين».