بدأنا نتلمّس ولادة مُرشدٍ جديد في الجمهورية اللبنانية، مع أنّ المقام لا يحتمل، هو السيد وئام وهاب رئيس حزب التوحيد العربي، الذي باتت إطلالاته التلفزيونية شبه دائمة، ونسجاً على سيرة مُعلّمه السيد حسن نصرالله.
 
بحمده تعالى، والذي لا يُحمدُ على مكروهٍ سواه، كان عندنا مرشد شيعي للجمهورية اللبنانية المُتهالكة و"المُخلّعة" الأبواب، هو السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، والذي دأب منذ فترة على القيام بواجباته "كمرشد" أعلى،  فيخرج في الأوقات الحرجة، وعند المنعطفات الحاسمة لإسداء النُصح وتوجيه الإرشادات على اختلافها وتنوُّعها، وتصويب بعض المسارات سلباً وإيجاباً، وقمع بعض " الأهواء" الجامحة، وتوزيع ما يلزم من المدائح على الأنصار والمُشايعين، وتقريع  الخصوم وتخوينهم إذا ما لزم الأمر، ومحاولة رسم خريطة طُرق لكافة الفرقاء السياسيين، والأحزاب والشخصيات، وارتضى اللبنانيون ذلك، عن كُرهٍ أو استحسان، أو اعتادوا عليه، بحُكم فائض القوة التي يتمتع بها حزب الله الذي يقوده السيد حسن نصرالله.
 
 
ليس في هذا القول والكلام شيءٌ جديد، أو اختلاقٌ أو افتراء، إنّما مُناسبته، أنّه ومنذ فترة ليست بالبعيدة، بدأنا نتلمّس ولادة مُرشدٍ جديد في الجمهورية اللبنانية، مع أنّ المقام لا يحتمل، هو السيد وئام وهاب رئيس حزب التوحيد العربي، الذي باتت إطلالاته التلفزيونية شبه دائمة، ونسجاً على سيرة " مُعلّمه" السيد حسن نصرالله، فالزعيم "الدرزي" الناشئ لا يفوته موضوع سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، أو أخلاقي أو إيديولوجي أو إنساني، وفي بعض الأحيان فقهي، إلاّ وللمرشد وهاب كلمةٌ فاصلة فيه، أو تصويبٌ جارح، أو إلصاقٌ  لتُهمةٍ غالباً ما تكون مُختلقة، أو توجيه مدائحٍ لتيار المقاومة والممانعة، مُضافاً إليها تبيان الولاء التام للنظام السوري بشخص الرئيس بشار الأسد، دون أن ينسى إظهار ارتباطه "العضوي" مع حزب الله، مُرفقاً بإعلان "المديونية" المطلقة لأمينه العام، ولا تخلو بعض مواقف "المرشد الدرزي" الناشئ من بعض التجريحات الشخصية ضد كل من يحاول مناوءة تيار المقاومة والممانعة العداء، وقد لا يسلم بعض زعماء الطائفة الدرزية من الإنتقاد والتّجريح، ومن إبداعات هذا المرشد الطارئ، أنّه بات في بعض إطلالاته التلفزيونية الأخيرة يتجرّأ بالطّلب من حزب الله( باعتباره الحزب الحاكم) بعض التّشدُّد حيث يرى وهاب أنّ تهاوناً ما قد حصل، أو التّساهل حيث يرى أنّ تشدُّداً ما قد حصل، وما على المواطنين اللبنانيين سوى التّحلّي بالصّبر والشجاعة، مُرشدٌ بالزائد أو مرشدٌ بالنّاقص، لن يُغيّر شيئاً في دوامة هذا الدوران الذي يلُفّهم من كلّ جانب.
عن الجاحظ، من مأثور الكلام:
 
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قيمةُ كلّ إنسانٍ ما يُحسن.
 
وقال عامر بن عبد القيس: الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللسان لم تتجاوز الآذان، وقال الحسن رضي الله عنه، وسمع مُتكلّماً يعظُ، فلم تقع موعظته بموضعٍ من قلبه، ولم يرقَّ عندها، فقال له: يا هذا، إنّ بقلبك لشرّاً أو