منذ بدايات أيام فيروس كورونا وعين هؤلاء على أميركا وقد إجتاح الفيروس الولايات المتحدة ومازالوا يؤمنون بأن أميركا وراء الفيروس في الصين لشلّ الإقتصاد الصيني وإرجاع الصين الى ما قبل الإصلاحات الإقتصادية والتحول نحو نظام السوق.
 

بدأ أعداء العلم والعقل بشن حملات جديدة على البشر بواسطة فيروس التكفير الأسوأ من فيروس كورونا واعتبار الثاني مجرد غضب صغير من الله على عباده الذين ضلوا طريق الهداية ولم يستمسكوا بالعروة الوثقى وهو تحد إلهي للمجموعة الدولية التي وقفت عاجزة عن مواجهة هذا الفيروس الصغير ولمختبرات العلم والعلماء الذين عجزوا عن إيجاد العلاج المطلوب لوضع حد لهذا الفيروس الذي جاء ليوقظ الناس من سُباتهم العميق فيعودوا أدراجهم باتجاه الله وعزته ودينه العزيز .

خشع المؤمنون في صلاتهم وفي مختبرات إيمانهم وعباداتهم كي يتمكنوا من النجاة بأنفسهم من هذا البلاء وعكفوا على الصلوات والتسابيح والأدعية والكثير من الذكر الحكيم باعتبارها أدوات المؤمن واستكمل الطائفيون منهم دعوات مناطقية لتعزيز الخطابات المذهبية من على الأسطح وشبابيك المنازل وبهتافات تشبه الهتافات الحزبية والتي إعتاد عليها المتحزبون من أهل الملل والنحل .

يبدو أن بعض من شعر بقرب الفيروس منه غاص بموجة الندب واللطم والهتاف المشحون بغضب الله من التاركين لأوامره ونواهيه وبدأ يتلو الكتاب أو أيّ مزمور من المزامير كي يقاوم موجات الموت القادمة مع فيروس كورونا وهذا ما دفع بالكثيرين الى التمسك بحبل الدين المتدلي من أجراس الكنائس أو من أعالي المآذن أو من أي برج عال في لحظة سكت فيها العلم كما يرون وصرخ فيها المتدينون المتوكلون على الله دون العباد وخاصة أولئك الفسقة والكافرين .

إذن هذا الفيروس من صنع الله كي تخشع عقول وأبدان من لم يخشع بعد للواحد القهار وهذا ما ينظر له المتدينون زمن الكورونا ولاحاجة لذكر دعواتهم الى ذلك ففي كل يوم سيول من الخطابات والتصريحات والكتابات والرسالات التي تغطي كل وسائل التواصل و التي طفحت على وجه كل لسان. 

اقرا ايضا : خدمة يا قادة في زمن الكورونا

 

تذهب جماعة أخرى غير متدينة بدين هؤلاء ولكنها من سنخ العقلية الإيديولوجية والتي ترمي الغرب بحجر المؤامرة التي يقف قي مقدمتها الشيطان الأميركي باعتباره وراء كل فيروس يحصل في العالم وخطباء هذه الجماعة تشبه في كل شيء خطباء إئمة الجمعة و الجماعة وأحزاب الإسلام السياسي والجهادي إلا أنهم دون عمّة وبلا عباءة.

منذ بدايات أيام فيروس كورونا وعين هؤلاء على أميركا وقد إجتاح الفيروس الولايات المتحدة ومازالوا يؤمنون بأن أميركا وراء الفيروس في الصين لشلّ الإقتصاد الصيني وإرجاع الصين الى ما قبل الإصلاحات الإقتصادية والتحول نحو نظام السوق.

الجماعة الأولى لا تملك أي حل يذكر لمقاومة الفيروس سوى بالإستسلام للأدعية والصلوات واعتبار الفيروس وباءً من الله لتأديب الكافرين رغم أن الفيروس يحصد من آمن ومن كفر واستغلال ذلك للخروج من دائرة المسؤولية.

الجماعة الثانية هي من بقايا الأفكار والإيديولوجيات التي صادرت العقل العربي والإسلامي لصالح منظومات فكرية  سقطت كل تجاربها من القومية الى اليسارية فالإسلاموية وهي متمسكة بشعار الموت لأميركا وللغرب دون أي عمل إيجابي يصحح من طبيعة الخلل القائم من وجهات نظرهم في موازين القوة والقوى لذا يمتهنون مهنة المؤامرة فقط لا غير .