هل يحُقُّ لنا أن نتوجّس خيفةً أن يكون وراء الإلحاح على استعادة اللبنانيين العالقين في الخارج، مُرفقاً بالتّهديد بتعليق مشاركة بري في الحكومة هو الرّغبة المُستترة في إسقاط حكومة الرئيس دياب، مع تصاعد غضب بري من أداء الحكومة، وامتعاضه من الوزير السابق جبران باسيل، معطوفاً على عدم رضاه عن سلوك الرئيس حسان دياب؟
 

المواطن اللبناني العاقلُ والغافل على السواء، يودُّ لو أنّ الرئيس بري صادقٌ في عزمه على إعادة اللبنانيين العالقين في الخارج، تُحاصرهم محنة وباء الكورونا من جهة، وصعوبات تحويل الأموال اللازمة لهم من لبنان من جهةٍ أخرى، ذلك أنّ هذه الحميّة الزائدة على اللبنانيين في بلاد الاغتراب، من جانب دولة الرئيس بري، لم تُقابلها ولم تُقاربها حميّة مماثلة أو غيرة فعلية على مصالح وهموم اللبنانيين المُقيمين، وهي أيسرّ وأقربُ منالاً لدولته من تعقيدات وصعوبات تجميع اللبنانيين في الخارج والراغبين في العودة إلى وطنهم الأصلي، فضلاً عن الإضطرابات الفظيعة التي تشهدها حركة الملاحة الجوية في العالم أجمع، وعليه يحُقُّ لنا أن نتوجّس خيفةً (مع وفرة حُسن النّية دائماً) أن يكون وراء الإلحاح على استعادة اللبنانيين العالقين في الخارج، مُرفقاً بالتّهديد بتعليق مشاركة بري ( وربما معه حزب الله) في الحكومة الحالية، هو الرّغبة المُستترة في إسقاط حكومة الرئيس دياب، مع تصاعد غضب بري من أداء الحكومة، وامتعاضه من الوزير السابق جبران باسيل، معطوفاً على عدم رضاه عن سلوك الرئيس حسان دياب، واعتراضه الحاسم على ال Capital control، الذي تقدّم به وزير المالية " المحسوب" على "دولته"، ذلك أنّ أول مفاعيل "التّعليق" ستطال وزير المالية الدكتور غازي وزنة.

اقرا ايضا : إعقلوا وتوكّلوا..تنظيف اليدين وتنقية الرواجب

 

تبقى ملاحظة عابرة يمكن توجيهها لدولة رئيس حكومة " المستقلين"، على عِلمنا يا دولة الرئيس أنّ وزراء حكومتك هم مُستقلّون، فمن أين لطرفٍ سياسي، كان ينبغي أن لا تكون له حُصّة وزارية، يُلوّح باستعمالها وِفق مصالحه السياسية، مُضافاً إليها هذه الأيام المصالح "المالية"، والتي باتت لها الأولوية والأمتياز على كلّ ما عداها من المصالح.

حدّث أبو عبدالله الفزاري عن مالك بن دينار، قال: ما رأيتُ أحداً أبين من الحجّاج، إن كان ليرقى المنبر فيذكرُ إحسانهُ إلى أهل العراق، وصفحه عنهم، وإساءتهم إليه، حتى أقول في نفسي إنّي لأحسبُهُ صادقاً، وإنّي لأظنُّهم ظالمين له.