وقفت "اندبنت عربية"، ضمن مقالٍ بعنوان: "معتقل لبناني سابق في ايران يكشف خلفيات الإفراج عن الفاخوري"، للصحفي طوني بولس، عند "خلفيات إطلاق سراح العميل الإسرائيلي عامر الفاخوري الذي بات في الولايات المتحدة الأميركية".
 
وعن خفايا "الصفقة" يكشف السفير الدولي للمؤسسة الأميركية للسلام من أجل التكنولوجيا نزار زكا الذي كان معتقلاً في السجون الإيرانية، عن أنّ عملية الإفراج عن الفاخوري ذات بعد إقليمي وليست فقط تسوية داخلية لبنانية، مشيراً إلى تزامن إجراءات عدّة اتخذتها إيران ولا سيما الإفراج عن الرهينة الأميركي مايكل وايت ونقله إلى السفارة السويسرية في طهران في اليوم ذاته من نقل الفاخوري إلى السفارة الأميركية في لبنان.
 
وفي حديثٍ له ضمن المقال، لفت زكا إلى أن "هذه الإجراءات سبقت الكشف عن وفاة أقدم وأهم رهينة في تاريخ الولايات المتحدة بوب ليفنسون الذي كان قد اختُطف في جزيرة كيش الإيرانية منذ 13 عاماً بعدما كان عميلاً متقاعداً للـ FBI والـ CIA والـ DEA، فكان أبرز عقبة أمام أي تحسن في العلاقات الأميركية الإيرانية، مشدّداً على أنّ تعيين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، روبرت أوبراين، مستشاراً جديداً للأمن القومي الذي كان يمسك ملف الرهائن الأميركيين في الخارج، دليل قاطع على اهتمام ترمب بالإفراج عن كل الرهائن الأميركيين وهو قطع وعداً يريد أن يحققه قبل الانتخابات المقبلة".
 
 
 
واعتبر أن "الإفراج عن الفاخوري في بيروت ووايت في طهران مهّدا للإعلان عن وفاة بوب ليفنسون، وأنه لولا ذلك لكان لخبر إعلان وفاة ليفنسون تداعيات كبيرة على مستوى الإدارة الأميركية".
 
وأعلن زكا أنه "وآخرين سعوا إلى إدخال لبنان بشكل رسمي على خط المفاوضات لتحقيق مكاسب للسلطة الرسمية اللبنانية"، مؤكداً أن "كل الأطراف في بيروت كانت على علم بخلفيات الموضوع"، جازماً بأنّ "حزب الله أُبلغ محلياً بكل المعطيات ووافق على إتمام عملية الإفراج، ومشدداً على أن إيران أنجزت كل التسهيلات الممكنة بما في ذلك الطلب من حزب الله عدم الاعتراض. وأضاف "لولا الضغوط المحلية والخارجية التي تعرّض لها الحزب لما كان وضع نفسه في مواجهة مع عقيدته وبيئته وخطاباته الرافضة لأي صفقة مع الولايات المتحدة الأميركية".
 
وأكد زكا أن "هذه الصفقة غيّرت جذرياً منحى العلاقات اللبنانية الأميركية، وأعادت رسم الحدود بين الحكومة وحزب الله"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة كانت تعتبر أن حكومة حسان دياب هي حكومة حزب الله وأن لبنان دولة حاضنة للإرهاب"، مضيفاً "العلاقات اليوم بين لبنان وأميركا باتت أفضل وتراجعت إمكانية فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين الذين تعتبرهم أميركا متورطين باعتقال مواطن أميركي من دون مسوغ قانوني".
 
وأشار الصحفي بولس، إلى أنّه "في سياق الإفراج القضائي الملتبس عن الفاخوري وبعد يومين على مغادرته لبنان، جاء الردّ سريعاً عبر تصفية مساعده السابق في معتقل الخيام أنطوان الحايك، الذي عُثر عليه جثة هامدة، مصاباً بأكثر من عشر طلقات ناريّة من مسدس كاتم للصوت داخل المحلّ الذي يملكه في منطقة الميّة وميّة في صيدا بجنوب لبنان".
 
مصدر أمني لبناني على صلة بالتحقيقات الجنائية المتعلقة باغتيال الحايك، أشار إلى أن "التحقيق يرتكز على عدد من الفرضيات، إحداها أن أحد التنظيمات المسلحة الناشطة في مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، التي تدور في فلك "المقاومة"، وتعتبر أن نصرالله قد خضع لإرادة الاميركيين بإعطاء الضوء الأخضر لخروج الفاخوري من لبنان، قد تكون أرادت توجيه رسالة مزايدة في موضوع "العملاء" وعمدت إلى اغتيال الحايك".