تقول صحيفة إندبندنت البريطانية إن شبكات الإجرام بدأت تتكيف مع الواقع الجديد الذي فرضه وباء كورونا داخل بريطانيا وعلى نطاق العالم جريا وراء الربح الذي تتيحه الأزمة، مع تعرضها لخسائر غير متوقعة بسبب الإغلاق الداخلي وإغلاق الحدود.
 
ونسبت الصحيفة إلى وكالة "آكشن فرود" لمكافحة الاحتيال -وهي وكالة بريطانية قانونية حكومية- قولها إن هناك ارتفاعا كبيرا في الجرائم على الإنترنت، حيث تلقت أكثر من مئة بلاغ عن احتيال في الأسابيع السبعة الماضية، مع خسائر بلغت ما يقارب مليون جنيه إسترليني. وأبلغت شرطة مدينة لندن عن أكثر من 200 بلاغ بمحاولات احتيال ترتبط بكورونا بشكل ما.
 
بيع المواد الوهمية
ولبريطانيا -تقول إندبندنت- واحدة من أقدم الروابط بالجرائم الدولية المرتبطة بالجائحة، إذ تم القبض على البريطاني فرانك لودلو (59 عاما) بعد محاولته بيع أجهزة وهمية لاختبار مرض كورونا ومواد أخرى لعدد من البلدان، واحتجز بعد أن اعترض ضباط الجمارك في لوس أنجلوس 60 عبوة مزيفة وصفت بأنها "علاج مضاد للأمراض" يُزعم أنها أرسلت من مكتب بريد بالقرب من منزله في ويست ساسكس، وقالت الشرطة إن المجموعات تحتوي على ثيوسيانات البوتاسيوم وبيروكسيد الهيدروجين، وكلاهما ضار للغاية إذا تم استخدامهما لغسل الفم أو شطفه.
 
وعموما -تضيف إندبندنت- بدأت الجماعات الإجرامية في البلدان التي فرضت الإغلاق الداخلي وقيدت حركة التنقل تعاني من الوضع الجديد، وحتى المنازل التي تركها السكان فارغة يمكن أن تكون عرضة للجرائم الجديدة.
 
وحاولت بعض الشبكات في أماكن أخرى السيطرة على إمدادات المواد التي تشتد الحاجة إليها، إذ بدأت شبكة في هونغ كونغ في اختطاف شاحنات تسليم أوراق المرحاض مع ارتفاع الطلب عليها.
 
 
تجارة البشر والمخدرات
واستجاب تجار البشر في دول أميركا الوسطى مثل هندوراس لإغلاق الحدود برفع الأسعار بدعوى أن هناك مخاطر أكبر تنطوي عليها الآن، وعلى الرغم من العقبات الجديدة أمام تهريب البشر يرى بعض المحللين أن التدفق نحو الولايات المتحدة سيزداد مع تعهد الرئيس دونالد ترامب برفع قيود الوباء في المستقبل القريب.
 
ويقول مدير هيئة الجريمة المنظمة والشرطة في المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة كيث ديتشام إن هناك ارتفاعا حادا في الاحتيال، حيث لا يضطر المجرم إلى مواجهة الضحايا.
 
ويضيف ديتشام أن تجارة المخدرات تتكيف مع القيود الجديدة وإغلاق النوادي والمهرجانات الموسيقية والحفلات الكبيرة، إذ سيكون هناك أشخاص عالقون في المنازل، لذلك قد تكون هناك زيادة في الاستخدام الشخصي، وسيعتمد الكثير في ازدياد هذه الجرائم على الإمدادات القادمة إلى بريطانيا، إذ يأتي الكثير منها عبر موانئ الحاويات العالمية التي لا يتم التفتيش فيها إلا بنسبة 2% فقط في المتوسط.
 
سرقة معدات طبية
وتشير إندبندنت إلى ازدياد حالات الاحتيال وسرقة السلع والمعدات الطبية الحيوية في بريطانيا المرتبطة بتفشي الوباء، وكذلك استهداف الضعفاء وكبار السن وإن كانت على نطاق محدود حتى الآن.
 
وكشف مجلس رؤساء الشرطة الوطنية في بريطانيا عن أنه كانت هناك سرقات لأسطوانات الأكسجين من المستشفيات وعمليات نهب لبنوك الطعام، وكانت العصابات تستهدف كبار السن في المنازل، إذ تظهر بطاقات وعلامات رسمية لأخذ المال ثم تختفي، وكانت هناك أيضا سلسلة من البلاغات بشأن تقارير عن قرع أشخاص الأبواب لبيع مطهرات يدوية وهمية وأقنعة للوجه وحتى مجموعات اختبار.
 
ومن بين الأمثلة أيضا سرقة علب الأكسجين وأكسيد النيتروز بعد اختراق وحدة مغلقة في منطقة تحميل بمستشفى ويثنغتون المجتمعي جنوب مانشستر السبت الماضي، وفي اليوم التالي عثر المسعفون على ثقوب في إطارات ست سيارات إسعاف بمركز إعداد المركبات في رامسغيت بمقاطعة كينت، كما اضطر بنك طعام في نوتينغلي غرب يوركشاير للإغلاق الأسبوع الماضي بعد سرقة تبرعات عينية من حاوية تخزين ومنتجات صحية ولفافات تواليت ومواد غذائية.