"كورونا مش مزحة"، بهذه العبارة يروي مواطنون معاناتهم اليومية على الصعيدين المعيشي والنفسي، وتعرضهم للقلق والخوف بسبب الحجر الصحي المنزلي الذي فرض عليهم بعد انتشار فيروس كورونا متبعين هاشتاغ #خليك_بالبيت، ما استدعى اتخاذ اجراءات صارمة بالاضافة الى الحجر وهي إقفال المؤسسات للحد قدر الإمكان من انتشار الوباء وتجنب انتقاله إلى مرحلة خطيرة يصعب السيطرة عليها.

 

ويروي عدد من التجار لـ"الوكالة الوطنية للاعلام" معاناتهم بسبب الأزمة.

جورج مواطن يملك متجرا لبيع الأدوات المنزلية يؤكد أن "ليس لديه اي باب رزق سوى هذا المتجر الصغير، وهو يعاني كثيرا على الصعيد المعيشي، مؤكدا أنه لن يتمكن من "دفع إيجار المنزل والمتجر لهذا الشهر وربما لأكثر". ويقول:"يجب أن نضحي لكي نتخطى هذه الأزمة الكبيرة على الرغم من خسائرنا المالية ومساندة بعضنا البعض قدر الإمكان لمحاربة تفشي الفقر الذي قد يؤدي إلى أزمات في المجتمع ويولد أمراضا نفسية".

 

جنى مالكة صالون لتصفيف الشعر تقول :" كورونا ليس مزحة، لذا اتخذت القرار بالتوقف عن العمل وابلغت زبائني بذلك لتجنب اي عدوى رغم الخسارة المادية، وأناشد الجمعيات الاهلية مساندة الموظف المياوم وتقديم معاش شهري لتعويضه، كي يستطيع الجميع تخطي هذه الأزمة والعودة لاحقا إلى العمل بأقل خسائر ممكنة".

أما روجيه، مالك متجر لبيع الهواتف الذكية فيقول: "خسارتنا بدأت منذ بداية أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار، وبعد الاقفال العام تنفيذا لقرار التعبئة العامة تعرضنا للمزيد من الخسائر، فالمواطن لديه ما يكفي من الهموم المعيشية ولا يفكر في هذه المرحلة الدقيقة بشراء هاتف جديد".

وماذا عن مالكي متاجر المواد الغذائية التي لم يطاولها الاقفال؟

أصحاب العديد من المتاجر الغذائية يؤكدون بدورهم أنه "بعد قرار التعبئة العامة تهافت المواطنون بشكل كبير على تخزين المواد والسلع الغذائية بشكل وصل إلى حد الهوس، وكأن الحرب على الابواب، وكثر الطلب على الأطعمة التي تكافح هذا الفيروس بسبب تخوف الناس من الإصابة به، وعلى الرغم من أننا لم نقفل أبوابنا إلا أننا نعاني نقصا كبيرا في العديد من السلع بسبب صعوبة التنقل".

كما يروي كثر من اللبنانيين اصابتهم بالضغط النفسي نتيجة خوفهم من هذا الفيروس الذي أقلق العالم، وتسبب بوفاة آلاف السكان، ويؤكدون إصابتهم بالملل من التزام المنزل لوقت طويل، ويعبر الناس عن هذا الضغط النفسي على منصات التواصل الاجتماعي التي تعتبر من أكثر الوسائل استخداما في فترة الحجر المنزلي الصحي لتفريغ هذا الضغط.

رأي الطب النفسي في موضوع الحجر المنزلي

يؤكد عدد من الأطباء النفسيين، ان "المشكلات الاكثر شيوعا نتيجة الحجر الصحي في المنزل تشمل "الخوف من الموت ومن الإصابة بالعدوى، ومن فقدان الأحبة، بالاضافة إلى الخلافات في داخل العائلات أو المجموعات الضعيفة أساسا، والضجر والانغلاق وعدم القدرة على استباق الأمور وتراجع المداخيل وعدم القدرة على التنقل والانعزال والاضطرار إلى الوقوف مع الذات".

ويشير الأطباء إلى أن "رد الفعل هذا طبيعي في حالات الأوبئة، وهي محطات متجذرة في المخيلة الجماعية منذ زمن الطاعون الأسود في القرون الوسطى والإنفلونزا الإسبانية في مطلع القرن الماضي".

اذا يعتبر الحجر الصحي المنزلي مزعجا بالنسبة لكثيرين، لذلك يمكنهم اتباع سلسلة من النصائح التي تساعدهم على تخطي المرحلة بصحة نفسية جيدة وتخفف عنهم التوتر وهي:

- في مرحلة الحجر المنزلي، يجب مساعدة الناس على التصدي للأخبار الكاذبة بسبب تأثيرها السلبي عليهم ، وتشجيع الحوار في حالات الضغط النفسي، ممارسة الرياضة خاصة اليوغا كونها تساعد على الاسترخاء والرقص ايضا كونه يخفف من الضغط النفسي".

- ومن الطرق التي تساعد ايضا في قضاء وقت الفراغ في المنزل هي تعلم شيء جديد، حيث يمكن بدء هواية جديدة أو إتقان مهارة لطالما أراد الشخص تعلمها.

- خلال التزام الحجر الذاتي الذي يساعد العالم أجمع على الحد من تفشي فيروس كورونا يمكن البدء في قراءة الكتب، كما يمكن للشخص الاعتماد على منصات الكتب الرقمية العديدة والتي توفر خيارات لا حصر لها.

في الختام ، للحجر سيئاته وفوائده وهناك خيارات وطرق ونصائح كثيرة يمكن للأشخاص الاستعانة بها لتخطي مرحلة الحجر الصحي المنزلي بصحة نفسية جيدة، وما علينا سوى الانتظار.

 

ميشالا ساسين