تحظى البطاطا بسُمعة سيّئة نظراً لمحتواها بالكربوهيدرات، ولكنها في الواقع تنتمي إلى لائحة الكربوهيدرات المعقدة المليئة بالمغذيات. إنّ ثمرة متوسطة الحجم من البطاطا تملك فقط 110 كالوريات و26 غ من الكربوهيدرات، بالإضافة إلى قدرتها على تأمين 30 في المئة من الاحتياجات اليومية للفيتامين C، و15 في المئة للبوتاسيوم، و10 في المئة للفيتامين B6. لكن ماذا عن تأثيرها في الوزن؟
 

لا يوجد دليل مقنع بأنّ البطاطا المحضّرة بطريقة صحّية تُعرقل خسارة الوزن، كما أنّ هناك دراسات توصّلت إلى نتائج معاكسة. قارنت دراسة نُشرت عام 2014 في "Journal of the American College of Nutrition" خسارة الوزن لدى أشخاص اتّبعوا حمية منخفضة الكالوري مع البطاطا أو بدونها، ووجدت أنّ البطاطا لم تتسبّب بزيادة الوزن، إنما في الحقيقة تمكّن الأشخاص الذين تناولوها من خسارة الوزن.

 

وفي مراجعةٍ أحدَث صدرت عام 2016 في "American Journal of Clinical Nutrition"، قال الباحثون إنّه ما من دليل كاف على أنّ استهلاك البطاطا يؤدي إلى زيادة الوزن. والأمر الذي وجدوه هو أنّ البطاطا المقليّة تحديداً قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالبدانة جنباً إلى النوع الثاني من السكّري. وشدّدوا على أنه، وعندما يتعلّق الأمر بالتحكّم في الوزن والصحّة، فإنّ طريقة تناول البطاطا تؤدي دوراً مهمّاً.

 

إستناداً إلى اختصاصية التغذية كيلي بلاو، من كاليفورنيا، فإنّ ذلك يعني أنّ البطاطا يمكن أن تكون جزءاً من الحمية الصحّية الهادفة إلى خسارة الوزن، طالما يتمّ التعامل معها بشكل صحيح.

 

وعرضت 4 أخطاء يجب تفاديها للتمكن من التلذّذ بالبطاطا، وفي الوقت ذاته التخلّص من الكيلوغرامات الإضافية:

 

تحضيرها بطرق غير صحّية

وفق "American Journal of Clinical Nutrition" فإنّ البطاطا المقليّة لا تؤدي دوراً محايداً على خسارة الوزن والسكّري من النوع الثاني كما هو حال البطاطا العادية. إنّ حصّة متوسطة الحجم من البطاطا المقلية تحتوي على نحو 380 كالوري، و18 غ من الدهون، و221 ملغ من الصوديوم، و50 غ من الكربوهيدرات. المطلوب إبقاء البطاطا بعيداً من المقلاة والزيوت غير الصحّية، والحرص على شويها أو سلقها. كذلك من المهمّ الانتباه إلى المواد الموضوعة عليها، مثل الجبنة ولحم الخنزير المقدّد والكريما الحامضة، والتي لن تصبّ إطلاقاً لصالح الوزن.

 

عدم استخدامها لاستبدال الحبوب المكرّرة

ضمن دراسة نُشرت في كانون الثاني 2020 في "British Journal of Nutrition"، قسّم الباحثون المشاركين إلى مجموعتين حصلت الأولى على طبق مؤلّف من البطاطا، في حين أنّ الثانية تناولت وجبة تحتوي على حبوب مكرّرة مثل المعكرونة البيضاء أو الأرزّ الأبيض يومياً لمدة 4 أسابيع. وتناول المشاركون هذا الطبق بدلاً من كربوهيدرات أخرى شائعة الاستهلاك، وتبيّن أنّ الذين حصلوا على البطاطا بدلاً من الحبوب المكرّرة سجّلوا علامات أفضل في الحمية، أبرزها استهلاك مزيد من الألياف المرتبطة بشدّة بخسارة الوزن، وفق "Harvard Health Publishing". عندما يتعلّق الأمر بإضافة البطاطا إلى الغذاء، يجب الأخذ في الحسبان الكربوهيدرات المكرّرة المستهلكة عادةً والتي يمكن استبدالها مثل الخبز الأبيض، والكراكرز، والبيتزا، والمعكرونة البيضاء، وغالبية المنتجات المخبوزة.

 

إزالة القشرة

إنّ بطاطا متوسطة الحجم مع القشرة تؤمّن 7 في المئة من الاحتياجات اليومية للألياف الضرورية لخسارة الوزن. كل قضمة تؤدي دوراً كبيراً عند معرفة أنّ 10 في المئة فقط من الأميركيين يحصلون على جرعة كافية بشكل يومي، بحسب دراسة صدرت في شباط 2017 في "American Journal of Lifestyle Medicine". المطلوب إذاً ترك القشرة عند شَوي البطاطا أو سلقها، شرط تنظيفها جيداً للتخلّص من الأوساخ الموجودة عليها.

 

تجاهل السيطرة على الحصص

رغم أنّ البطاطا المطبوخة بطريقة صحّية تشكّل إضافة جيّدة إلى الحمية، لكن إذا تمّ تناول كالوريهات أكثر من احتياجات الجسم، فإنّ النتيجة ستكون حتماً زيادة الوزن. عند محاولة التخلّص من الكيلوغرامات الإكسترا في حمية منخفضة الكالوري، يجب الأخذ في الحسبان كل المأكولات المستهلكة لتعقّب مجموع الوحدات الحرارية والالتزام بحجم الحصص الملائم. إستناداً إلى المبادئ التوجيهية الغذائية 2015-2020 للأميركيين، يجب الحصول على 4 إلى 8 حصص من الخضار النشوية في الأسبوع (البطاطا، والذرة، والبازلاء الخضراء...)، علماً أنّ حصّة من البطاطا هي عبارة عن ثمرة متوسطة الحجم.