هل أنا أم جيدة؟ وإذا لم أكن جيدة، فهل أنا كذلك بما فيه الكفاية؟ أم أن أطفالي يفسدون بسبب شيء فعلته؟ هل أقضي وقتاً كافياً معهم؟ هل أنا مفرطة في حمايتهم؟
 
هل علّمتهم ما يحتاجون إلى معرفته من أجل الحياة في هذا العالم القاسي؟
هذه الأصوات المثيرة للشك بالنفس تطرق رأس الأمهات بلا هوادة، ومن غير المفترض أن يعلم أطفالك أنكِ تواجهين ذلك، كما لا ينبغي أن تستسلمي لمثل هذه الشكوك حتى لا تعرقل مسيرة أمومتك، وتحول دون استمتاعك بأجمل سنوات عمرك مع أطفالك.
إذا كانتِ أمّاً، بالتأكيد تتعرّضين لهذه الأصوات التي تثير الشك في نفسك، وعلى الرغم من أنكِ في بعض الأحيان يمكنكِ مقاومة هذه الأسئلة المشككة في قدراتك كأم، لكن في أوقات أخرى، تقعين في فخاخها، فأسئلة الشك تستغل فترات ضعفك، وتعصف بعقلك وقلبك.
هل سبق لك أن شككتِ بقدرتك على أن تكوني أمّاً جيدة؟ إذا أجبت بنعم، فأنتِ لستِ وحدك! معظم الأمهات يشكّكن بأنفسهن ما يسلبهن الكثير من الثقة والسعادة، ولكن الخبر الجيد هو أن هناك طرق لمواجهة هذه الأصوات التي تشكك بأمومتك، يمنك التعرّف إليها عبر السطور التالية..
 
1- ابحثي عن دليل
معظم الوقت يبني عقلك الشك بأمومتك على أكاذيب، ومكافحة الأكاذيب يكون عبر البحث عن الحقيقة، ابحثي عن أدلة تؤكد شكوككِ، وعندما تفشلين في إيجادها فهذا يعني أن الشكوك لا أساس لها، وهذا يقودك إلى الخطوة التالية، وهي البحث عن أدلّة معاكسة تثبت أنكِ أم جدة، وبالتالي تصبح حقيقة أنكِ أم جيدة مثبتة داخل عقلك بأدلّة حقيقية، ما يقتل الشكوك داخل رأسك.
 
2- لا تستسلمي للشعور بالذنب
في رحلة البحث عن أدلّة، إذا وجدتِ دليلاً يشير إلى أنكِ ارتكبتِ خطأ ما في تربية أطفالك، فلا تستسلمي للشعور بالذنب وجلد الذات، تأكدي من أن هذا لن يفيد، وإنما التصرف السليم يكون عبر البحث عن أسباب الخطأ، وإجراء تغييرات حقيقية لتصحيح المسار، وفي النهاية اعلمي أننا جميعاً بشر، وأن الخطأ جزء من تركيبتنا البشرية، فلا داعي لجلد الذات، ومرحباً بتصحيح المسار والمضي قدماً نحو المستقبل.
 
3- اطلبي رأياً موضوعياً من شخص محل ثقة
أحياناً يكون من الصعب النظر إلى نفسك بموضوعية، لا بأس بطلب مساعدة شخص يحظى بثقتك، وطرح شكوكك عليه، وطلب رأيه بصراحة وشفافية، هذا يساعدك في الحصول على رأي موضوعي، ويكافح الشكوك بقدراتك كأم.
وفي النهاية، تذكّري أنكِ أمّ جيدة، حتى وأنتِ ترتكبين الأخطاء أنتِ تحاولين، ويكفي الحب الذي يحظى به أطفالك، ليكون أكبر دليل على أنكِ أمّ جيدة.