حول كلمة أمين عام الحزب
تابعت كلمة أمين عام الحزب، والتي تركزت بشكل أساسيّ على قضية إخلاء سبيل العميل عامر الفاخوري. وقد استوقفتني في الخطاب عدة ملاحظات:
1- معظم الرسائل التي وردت في الخطاب، كانت موجّهة نحو بيئة الثنائي الشيعي وحلفاء الحزب، قبل أيّ جهة أخرى.

 

2- كان واضحاً الغضب الداخلي لدى الرجل، والضغط الكبير الذي واجهه الحزب، من بيئته وحلفائه.

 

3- يبدو أن عملية إعادة تموضع تجري في صفوف حلفاء الحزب.

 

4- للمرة الأولى يتحدث أمين عام الحزب بهذه القسوة مع الحلفاء، الذين لطالما قال إنه لا يتخلى عنهم. لكن حين يحدّد معايير معينة لتعامل الحلفاء مع الحزب "وإلا فليغادرنا"، فهذا يؤكد النقطة السابقة، أن بعض الحلفاء بدأوا يتمايزون ويرتبون أوراقهم مع جهات أخرى بعيداً عن مشروع الحزب، الذي يدرك جدّية تلك الخطوات، لذلك كان حازماً معهم.

 

5- كلام أمين عام الحزب أنه فوجئ بخبر الإخلاء، ولم يكن على علم.. غير مقنع ولا يصدّقه عاقل.

 

6- حديثه عن "مصلحة البلد" التي كررها مراراً، أنها هي المعيار لتحديد الموقف من الأحداث.. أيضاً هو غير مقنع وحجته فيها ضعيفة. فمن يرصد الحركة السياسية للحزب طيلة السنوات الماضية، يجد أن مصلحة مشروع الحزب هي الغالبة عنده، حتى لو غلّفها بـ "مصلحة البلد".

 

7- كان بين سطور الخطاب وكأن الحزب "بالع الموس وساكت"، فهو فعلاً هذه المرة اضطر للرضوخ من أجل مصلحة استراتيجية أهمّ مع بعض الحلفاء، رغم الخسارة المعنوية التي منيَ بها.

 

8- لعلّ الحزب يدفع اليوم فاتورة منهجه في تخوين المخالفين لسياسته، فسرعان ما اتهمه الخصوم وبعض الحلفاء بخيانة قضية المقاومة عند هذه المحطة.

 

9- هي من المرات النادرة التي يقع فيها الحزب بهذا التعارض، بين الواقعية السياسية التي تفرض على القوى العاملة في الشأن العام التنازل أحياناً أو المقايضة لتحقيق مصلحة ما.. وبين صورته الأسطورية التي صنعها لنفسه كحزب عقائديّ مقاوم التي لا تقبل التنازل ومستعدة أن تواجه العالم. وطبعاً هذه الصورة خيالية وغير منطقية. والحزب يدفع اليوم فاتورة مبالغته في إضفاء الملائكية على صورته. فمن المعروف أن العمل السياسي لا مثاليات فيه، والمصلحة أحياناً تقتضي تقديم تنازلات أو تفاوض أو تبادل مصالح...

 

10- أخيراً، على الحزب أن يدرك أن الاعتبارات التي فرضت عليه التعامل بواقعية سياسية في قضية الفاخوري، حفظاً لمصلحة أكبر.. هذه الاعتبارات يمكن أن تسري على قوى أخرى، فليس من الطبيعي تخوينها.

 

نقلا عن الفايسبوك