"خطر موجة ثانية"، بهذا العنوان استهلت واشنطن بوست افتتاحيتها قائلة إنه لا أحد يعرف إلى متى ستستمر جائحة فيروس كورونا في الولايات المتحدة، ولكن من المؤكد أنها ستدوم أطول من بضعة أسابيع، وحتى إذا أنقذت الاستجابة الأولية نظام الرعاية الصحية من كارثة فهناك احتمال قوي بقدوم موجة ثانية أو ثالثة، ونبهت إلى ضرورة التخطيط الجاد الآن حول كيفية التكيف مع الوضع.
 
وقالت الصحيفة إن النهاية الحقيقية ستأتي عندما يكتشف لقاح أو علاج ويختبر ويصنع ويوزع على نطاق واسع بما يكفي لحماية نسبة كبيرة من السكان، بالإضافة إلى المرحلة التي يتعافى فيها عدد كاف من الأشخاص من المرض ليكون لديهم مناعة طبيعية ضد الإصابة مرة أخرى.
 
ومع ذلك ترى الصحيفة أن التوصل إلى لقاح يمكن أن يستغرق من عام إلى 18 شهرا على الأقل، وأنه رغم تفاؤل الرئيس ترامب في مؤتمر صحفي يوم الخميس، فإن الأدوية المضادة للفيروسات يصعب تطويرها حتى على عجالة.
 
وفي هذه الأثناء يجب أن يكون الهدف هو "تسطيح المنحنى" أو كبح مدى العدوى بما يكفي لتجنب الحمل الزائد الضخم على المستشفيات كما حدث بالفعل في إيطاليا. وقد يستغرق هذا شهرين أو ثلاثة أشهر استنادا إلى تجربة الصين، وبالتالي سندخل في الصيف. وإذا لم تعوق الحرارة والرطوبة الفيروس فماذا بعد ذلك؟
 
وأشارت الصحيفة إلى دراسة مبنية على النمذجة نشرتها هذا الأسبوع إمبريال كوليدج لندن، حذرت فيها من أنه إذا خُففت إجراءات الإخماد الأولى أسرع من اللازم أو لوقت أطول من اللازم "فإننا نتوقع تضاعف انتقال العدوى بسرعة". ويأمل الباحثون أن يتعافى بعض المرضى بالمناعة الطبيعية، ولكن شريحة كبيرة من السكان ستظل معرضة للخطر في أغسطس/آب كما هم اليوم.
 
وتساءلت هل من الواقعي الإبقاء على كل الأساليب الصارمة لمدة عام أو 18 شهرا؟ وذكرت أنه في مرحلة ثانية سيكون الناس متعبين وتحت ضغط اقتصادي شديد، وقد يميل البعض إلى كسر الروتين أو المخاطرة. وأحد أصعب جوانب الفيروس هو إمكانية أن يكون لدى أن الناس عدوى من دون أن تظهر عليهم الأعراض. ويمكن أن يعود الوباء وهو يزأر مرة أخرى. والآن بعد أن بدأت الصين في إعادة الانفتاح إلى حد ما سيكون من المفيد معرفة ما إذا ظهرت موجة ثانية من العدوى.
 
وأشارت واشنطن بوست إلى ما يقترحه العالم تريفور بدفورد من مركز فرد هلتشينسون لأبحاث السرطان بأن النهج الصحي سيكون حينئذ الطريقة التي استخدمتها كوريا الجنوبية بفعالية في المرحلة الأولى، ألا وهي الاختبار الشامل وفصل وعزل المرضى وتتبع جهات الاتصال.
 
وإذا أمكن احتواء أولئك المرضى، كما يقترح بدفورد، من خلال برنامج اختبار مكثف يعزز عن طريق تحديد موقع الهاتف المحمول لتنبيه أولئك الذين قد يكونوا معرضين للخطر، فقد يتوقف انتقال الفيروس. كما يقترح بدفورد أن أولئك الذين يتعافون يمكنهم العودة إلى العمل والمساعدة في الحفاظ على أداء المجتمع لوظيفته.
 
وختمت الصحيفة بأنه نظرا لأن الولايات المتحدة كانت متأخرة بشكل مؤسف في الاختبار منذ البداية، فإن خطة بدفورد تتطلب تحولا حقيقيا ويجب ألا ندع موجة ثانية تفاجئنا.