تناولت صحيفة النهار في مانشاتها احتمال لجوء الحكومة إلى خيار حظر التجول ان حصل اي تفلت بأعداد المصابين بفيروس كورونا، فكتبت:
 
 
لم يكن غريبا ابدا ان تتصاعد حمى المخاوف من اتساع انتشار الإصابات بفيروس كورونا في لبنان في الساعات الأخيرة في ظل المعطيات والوقائع التي أظهرت تفاوتا واسعا في التزام المواطنين اجراء الحجر المنزلي على نحو جدي ومتشدد فعلا في مناطق، والتفلت من هذا الالتزام في مناطق أخرى. واذا كان تسريب الحديث في مجلس الوزراء عن عزل مناطق معينة وتحديدا جبيل وكسروان والضاحية الجنوبية بفعل ارتفاع الإصابات فيها اثار ذعرا في هذه المناطق، ودفع بوزير الصحة حسن حمد الى نفي إطلاقه هذه الدعوة، فان ذلك لا يعني ان الحديث عن عزل الأقضية اللبنانية عن بعضها البعض لم يطرح في كواليس الاستعدادات لمرحلة تشتد فيها احتمالات ارتفاع الإصابات وتفشي المخاوف من اعداد تتجاوز الإطار الذي يجري العمل لحصر الازمة ضمنه، من خلال التزام العزل والحجر المنزلي الصارم. فالكلام عن عزل مناطق وأقضية لم يكن فعلا لا زلة لسان ولا مجرد دعوة وزارية فردية، بل ان مجلس الوزراء نفسه أعطى الانطباع الملموس حيال استشعاره تمدد الخطر من خلال انعقاد جلسة بالغة التشدد في اعتماد إجراءات الحماية الذاتية لرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب والوزراء الذين وضعوا جميعا الكمامات الموزعة عليهم من دوائر القصر الجمهوري. وكشفت أوساط معنية بالإجراءات الجارية لـ"النهار" ان مراقبة دقيقة ستجري لانتشار الفيروس في المناطق وسط حملة متشددة جديدة ستنخرط فيها القوى العسكرية والأمنية والبلديات للحؤول الى اقصى الحدود دون تفلت الأوضاع وحض المواطنين في كل المناطق على ادراك خطورة التفلت، خصوصا ان الواقع الاحترازي ظل حتى اليومين الأخيرين معقولا وضمن حدود عدم التفلت. ولكن التطورات التي حصلت في الساعات ال48 الأخيرة بدأت ترسم معالم تصاعد الخطورة أولا مع ارتفاع عدد الإصابات الى 157 حتى ليل امس باعتبار ان العدد الرسمي الذي أعلنته وزارة الصحة ظهرا كان 149، ولكنه ارتفع ليلا بعدما سجلت 8 إصابات في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي. وفي ظل الرصد الوبائي للانتشار في المناطق تؤكد الأوساط المعنية ما سبق لـ"النهار" ان أوردته في عدديها السابقين من ان سيناريو حظر التجول لن يبقى موضوعا ضمن الاحتمالات النظرية، بل ان الامر قد لا ينتظر نهاية مدة الأسبوعين المحددة من مجلس الوزراء لتنفيذ إجراءات التعبئة، لان أي تفلت في اعداد الإصابات سيضع البلاد امام واقع شديد القتامة والتعقيد والخطورة بما يفرض اللجوء الى قرار حظر التجول كأمر واقع لا مفر منه.