إسمعوا يا جماهير المقاومة، إتّهمونا بالعمالة لأنّنا خير من خبرهم وعملوا على تشويه تواريخنا لكنّهم ما برعوا، اليوم تبيّن الرّشد من الغيّ وملّ ما سيُقال غير هكذا كلام فهو تضليلٌ وأساطير، والقصاص واجب فللمقاومة في قصاص طاعنيها حياة يا أولي الألباب .
 

كان وقع الصّدمة على أسماعي مرعباً، لحظة إطلاق سراح العميل "عامر الفاخوري" المعروف ب "جزّار الخيام" رغم يقيني التّام بأنّ هذا ما كان سيحصل لكثيرٍ من حقبات الماضي الّتي أرتني الحقيقة كما هي والواقع من حيث هو منذ سنين خلت .

عندما طالعتنا نشرات الأخبار ووسائل التواصل الإجتماعي بخبر إخلاء سبيل "جزار الخيام" كان الدّويّ الأعظم والأقسى على عوائل الشهداء التي ننتمي إليها، وعندما استنكرنا هذا الأمر بدأ الرسائل تصلنا كي يتمّ التصويب على القاضي الّذي وقّع على هذا القرار كأنّ من عيّنه في منصبه لا ينتمي لخانة صنع القرار في "الثنائي الشيعي" وكأنّه هو الآمر النّاهي في موضوع يمسّ الشّرف الوطني ككلّ، إنّه التّسويف بعينه فكما تمّ تعيينه من قبل يتمّ تعيين غيره في التشكيلات القضائية المقبلة تحت عنوان إنزال العقوبة به والإقتصاص لدماء الشهداء إبراءً لغيظ عوائلهم.

تلا هذه البوصلة بروباغاندا التّسويق لصفقة تبادل أسرى وبيانات تحمل عنوان "تجمّع المحامين في حزب الله  ترمي إلى تقديم قانون معجّل مكرّر يقضي بتعديل قانون العقوبات وقانون أصول المحاكمات الجزائية لجهة عدم سقوط جرائم العمالة بمرور الزّمن محتمين بالطعن الّذي سيتمّ تقديمه لإعادة العميل ومحاكمته متناسين أنّ القرار الّذي صدر بمباركة "الثنائي" وأمره يقضي بوقف كل التعقبات بحقّه بشكل يربأ بكلّ مضامينه عن آهات ثكالى المقاومة وجراحات جرحاها وتضحيات أقمارها غير ذاكرين لماذا لم يقوموا بهكذا خطوة من خمسة أشهر .

إنّ ما حصل البارحة لهو طعن بكل قضايا المقاومة وتجارة بكلّ دماء شهدائها وشهداء الوطن، فالحرقة التي دمّرت الأفئدة وفطّرت الأكباد وتعالت عن علياء الحرّية الحمراء جعلت الشيطان يخطّ في عصرنا قصيدةً تحمل عنوان "لم أجد أوفى من الغدر" كان في أبياتها غاية خيانة الوطن أوّلاً وأبنائه ثانياً وإسقاط القضايا ثالثاً والوقاحة في التّبرير والتسويغ رابعاً .

قبل فترة من الزّمن خرجت أحد أبواق المقاومة الإعلاميّة ومهّدت الطريق لخروج الفاخوري عبر تصريحاتها، وبدأ التضخيم الإعلامي لفايروس "كورونا" كي يمرّ العميل بسلام قبل نهار الأربعاء، فأصرّوا على إبقاء المطار مفتوحاً رغم التّهويل الّذي حصل من قبلهم على خطورة هذا المرض، والضغط الشعبي الّذي مورس لإغلاق كل المعابر والمطار، فوضحت غايتهم وهي خروج "العميل الفاخوري" بسلام ودون عوائق ومن ثمّ يتمّ إغلاقه كما حصل، فكلّ شباب لبنان وشاباته هم أشرافٌ ومقاومون، والثنائي يعلم ذلك، حتّى أبناء ح.ز.ب ا ل ل ه هم كذلك لكن تمّ خداعهم على مرّ السّنين بغرض تنفيذ ما يريده الإستكبار العالمي، فكما قال الشهيد الشيخ خضر طليس قبل إستشهاده: "كانت مقاومة يشعّ لهيبها، فأضحت للتّدليس تحرق من فيها"، فكلّا إنّنا لظى، نزّاعون للشّوى بوجه من خان واعتدى، فنحن وكل المقاومون وأبناء الوطن الشّرفاء من جميع الأطياف والأطراف لن نساوم على هذا الخنجر المسدّد في صدر الوطن ولن تتحوّر البوصلة نحو من قدّم الغالي والنّفيس ودقّ أبواب الإباء بكلّ أيديه المضرّجة، ولن تغدو المكيدة بعنوان "التضليل الرقمي" و "الإشاعة بتوقف عندك" حسب ما تعتقدون وتنوون لتسيطروا على طيّبي القلوب الخائفين على المقاومة التي شوّهتموها وبعتموها، أنتم من خان وغدر ونحن أبناء القدر، أنتم للشهيد خصيمه ونحن والشّرفاء المغرّر بهم آساد الحقّ نستقيمه ونقيمه ...

إسمعوا يا جماهير المقاومة، إتّهمونا بالعمالة لأنّنا خير من خبرهم وعملوا على تشويه تواريخنا لكنّهم ما برعوا، اليوم تبيّن الرّشد من الغيّ وملّ ما سيُقال غير هكذا كلام فهو تضليلٌ وأساطير، والقصاص واجب فللمقاومة في قصاص طاعنيها حياة يا أولي الألباب .