كنّا نتوقع من فريق 8 آذار وعلى رأسه حزب الله انتفاضة من العيار الثقيل، على الحكم والقضاء الراضخ، اثر اعلان المحكمة العسكرية فجأة امس، اسقاط التهم عن الفاخوري، تقول المصادر.
 
تخيّلوا للحظة لو ان قرار تخلية سبيل عامر الفاخوري، صدر خلال ولاية حكومة الرئيس سعد الحريري السابقة... ألم تكن الدنيا لتقوم ولا تقعد، مع "حفلة" تخوين، واتهامات بالتواطؤ والرضوخ للخارج؟! هذا السؤال تطرحه مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية"، معبّرة عن ذهولها ليس من "الفعل" على فداحته "اطلاق سراح "جزّار" الخيام"، بل من  ردّ الفعل الخجول، عليه!
 
كنّا نتوقع من فريق 8 آذار وعلى رأسه "حزب الله" انتفاضة من العيار الثقيل، على "الحكم" و"القضاء الراضخ"، اثر اعلان المحكمة العسكرية فجأة امس، اسقاط التهم عن الفاخوري، تضيف المصادر. كيف لا، بعد ان خرج الحزب مرارا وتكرارا على اللبنانيين، سيما في الاشهر الماضية، موزّعا عليهم شهادات بالوطنية والاصالة؟ فكلّ من شارك في ثورة 17 تشرين (المطلبية الحياتية الرافضة الفساد والنهب) في رأيه، كان يخدم المشروع الاميركي في لبنان الذي يريد القضاء على "الحزب" وعزله وضربه. وقد نزل مؤيدو الثنائي الشيعي، الى الشارع اكثر من مرة، حارقين خيم الثوار ومعتدين عليهم، في ساحة الشهداء وبعلبك والنبطية، بعد ان باتوا في نظرهم بمثابة "عملاء"، ينفذون اجندات السفارات الاجنبية، وعلى رأسها "الاميركية"!
 
 الا ان الضاحية، للمفارقة، اكتفت امس باصدار بيان بدا اشبه ببيان رفع عتب، لحفظ ماء وجهها امام جمهورها، لا اكثر. فهل يمكن ان تذهب ابعد؟ الجواب سلبي، تقول المصادر. فالحكومة حكومتُها - 8 آذارية صافية- والعهد ايضا عهد حليفها الرئيس ميشال عون. في قضية الفاخوري، لسنا نكشف سرا اذا قلنا ان الولايات المتحدة تضغط منذ أشهر لاطلاق مواطنها. وبغضّ النظر عن كيفية دخوله الى بيروت، المثيرة للجدل، نظرا الى الجهات الدبلوماسية – السياسية - الامنية التي سهّلت عودته، فإن المصادر تشير الى ان الضغوط الاميركية فعلت فعلها على ما يبدو، وفتحت الطريق امام عودة "الجزار" الى واشنطن. ووفق المعلومات، فإن رسائل شديدة اللهجة وصلت الى بعبدا وميرنا الشالوحي فحواها "أطلقوا الفاخوري، أو أضفناكم الى لوائحنا السوداء، وربما ايضا، حرمنا جيشكم من المساعدات والدعم العسكري اللوجستي". 
 
هذه التهديدات المتعاظمة، تعتبر المصادر، أنهكت جهاز مناعة الفريق البرتقالي، فأبلغ حليفه الاصفر ان "لا بد من اطلاق العميل". وهكذا صار. ففتحا يدا بيد، ولو بنسب متفاوتة، باب الحرية لـ"الجزار".. امام ما حصل، هل يمكن القول ان حزب الله فضّل اذا مسايرة حليفه على قضيته الاولى والاساسية "محاربة العدو الاسرائيلي"؟ الجواب متروك للرأي العام... وهل يجوز بعد، وضع فيتوهات على عودة اللبنانيين الذين "أٌجبروا" على مغاردة ارضهم، الى الاراضي المحتلة خوفا من الاضطهاد؟ الجواب ايضا للناس... اما الاكيد، تختم المصادرالمعارضة، فهو ان "عقائد" قامت عليها احزاب كبرى وتنظيمات مسلحة ورفعت لواءها عاليا، سقطت، وثبُت اليوم بالدليل الدامغ، انها باتت من الماضي وتحوّلت شعارات فارغة، ومعارك تُخاض في الاعلام والكلام، لا اكثر. اما القضاء ونزاهته وسطوة السياسة عليه، فحديث آخر!