ليس منطقياً مخاطبة أحد من أركان الدولة. كل أركان الدولة من دون استثناء. كل القضاة والعسكريين والأمنيين، وكل الوزراء والمسؤولين والنواب، وكل من له صلة بالقرار... لم يعد منطقياً، لأن من لا يقدر على تحمّل مسؤولية إدارته ووزارته ودكانته لن يقدر على تحمّل مسؤولية بلده.
من يمكن مخاطبته اليوم هو، فقط، السيد حسن نصر الله. هو الذي يجب أن يسمع الصوت عالياً، والنقد قاسياً، والصراخ الى أعلى من حناجر المحبين:
 
ما جرى أمس هو الجريمة الأخلاقية الأكبر، وليس مبرراً أن تمتنع المقاومة عن القيام بكل ما يجب القيام به لمنع وقوع هذه الجريمة. كان يجب إعدام الرجل ونقطة على السطر.
 
من يسكت عن هذه الجريمة، ومن لا يلاحق المتورطين في تفاصيلها، من كل الأجهزة المعنية، سيكون موافقاً، غداً، على جرّ أحفاد عماد مغنية ومصطفى بدر الدين الى المحاكم بجرم تقرره أميركا وينفّذه رجالها هنا.
 
من خاف من عقوبة مفترضة هدّدت بها أميركا رؤساء ووزراء ومسؤولين أمنيين وعسكريين وقضاة، لا يمكن ائتمانه على بقية عمرنا.
 
صمتنا عن كل موبقاتهم باسم الحفاظ على المقاومة وإرث الشهداء من المقاومين والأحياء، وسكتنا عن كل ما يستمرون في فعله باسم الوحدة التي تقينا شر الانقسام الذي يصيب المقاومة بسوء، وعفونا عن كل جرائمهم من أجل حماية المسيرة التي يفترض أنها اليوم في عز المواجهة...
 
يوم وافقنا على إصدار حكم على حبيب الشرتوني بأنه مجرم لأنه قتل رأس العملاء، وافقنا بمفعول متقدم على إعفاء العملاء من جرائم يصرّون على القيام بها...
 
إنه العار، والجميع عراة... والمقاومة هذه المرة في رأس القائمة.