شنت أجهزة الأمن الإيراني والحرس الثوري حملة اعتقالات طالت صحفيين وناشطين ورياضيين لنشرهم معلومات حول انتشار فيروس كورونا أو انتقادات لأداء السلطات في مكافحة الوباء خلال الأيام الماضية.
 
وأفادت وكالة أنباء "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري، السبت، أن 150 شخصًا "تم التعرف عليهم" من قبل جهاز الاستخبارات التابع للحرس بتهمة "نشر أخبار مزيفة" و"شائعات" حول الوباء على وسائل التواصل الاجتماعي.
 
وكشفت قناة "إيران تايمز" عبر تطبيق تلغرام أن السلطات اعتقلت، الجمعة، مصطفى فقيهي، مدير تحرير موقع "انتخاب".
 
 
وكان فقيهي كتب عبر حسابه على موقع "تويتر" في 10 مارس/آذار أن ما يقرب من 2000 شخص في البلاد لقوا حتفهم جراء كورونا، مطالبا السلطات الإيرانية بالكشف عن حصيلة الوفيات الحقيقية.
 
وأعلنت الحكومة أن حوالي 600 شخص لقوا حتفهم فقط، فيما يصر العديد من المواطنين والصحفيين على أن حجم الإصابات والوفيات أعلى بكثير من الأرقام الرسمية.
 
موجة اعتقالات
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام محلية باعتقال محمد مختاري، قائد فريق داماش جيلان، من قبل جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري. ووفقا لوكالة العمل الإيرانية "إيلنا" كان مختاري قد نشر عبر صفحته على إنستغرام انتقادات قاسية للسلطات بعد تفشي الفيروس في محافظته.
 
وجاء اعتقال مختاري بعد ساعات من هجوم المتشددين ضده متهمين إياه بـ"إهانة" الباسيج والحرس الثوري.
 
هذا وأفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية بأن السلطات الأمنية قامت باستدعاء واستجواب حسين دهباشي، الصحفي والباحث بمجال التاريخ، وأحالته للمحكمة بتهمة نشره أخبارا وانتقادات لكيفية إدارة أزمة كورونا.
 
كما ورد أن مهدي حاجتي، عضو مجلس مدينة شيراز، اعتقل بأمر من السلطة القضائية، الخميس، لأنه كتب قبل بضعة أيام تغريدة انتقد فيها كيفية إدارة أزمة كورونا في البلاد، وجاء فيها "أن عدو الأمة الإيرانية هو بالضبط من أمثال أولئك الذين لم يسمحوا بفرض الحجر الصحي على مدينة قم".

وفي غضون ذلك، قال قائد الشرطة في محافظة كرمانشاه الغربية، علي أكبر جافيدان، إن 43 موقعًا على الإنترنت تم حظرها في جميع أنحاء المحافظة لنشرها معلومات حول فيروس كورونا.

وكشف جافيدان أن "القضاء استدعى وأحال 16 مديرا ومسؤولا عن المواقع إلى المحاكم"، واتهم المواقع المحظورة بنشر أخبار مزيفة تحت "توجيهات الأعداء".

كما هدد المدعي العام الإيراني رجل الدين المتشدد، محمد جعفر منتظري، مدراء ونشطاء وسائل الإعلام الاجتماعية بـ "عواقب وخيمة" إذا تجاوزوا الخط الأحمر، ونشروا تعليقات لا مبرر لها حول مكافحة الفيروس في إيران.

وقامت وزارة الصحة الإيرانية بتحديث الأرقام، السبت، وأعلنت أن المصابين بالفيروس 12 ألفا و729 شخصا، وارتفع عدد الوفيات إلى 611 شخصا.