منظمة الصحة العالمية تعلن أن أوروبا باتت بؤرة جائحة لفايروس كورونا المستجد.
 
تكثف دول العالم من تدابيرها الاستثنائية لمواجهة فايروس كورونا المميت مع انتشاره في العديد من المناطق وارتفاع عدد ضحاياه.
 
 ودقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بإعلان أن أوروبا باتت "بؤرة" جائحة لفايروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أنه من "المستحيل" معرفة متى يبلغ الفايروس ذروته على المستوى العالمي.
 
واعترفت منظمة الصحة العالمية بأنه لا يزال من "المستحيل" تحديد المرحلة التي يبلغ فيها الفايروس ذروته.
 
وتواصل دول العالم اليوم السبت إغلاق الحدود وفرض قيود صارمة على الدخول وإجراءات الحجر الصحي وتقييد التجمعات الكبرى في إطار جهود احتواء تفشي فيروس كورونا المستجد.
 
وأغلقت بلدان المتاحف والمعالم السياحية وعلقت الأحداث الرياضية لتقليل مخاطر انتقال الفيروس بعد إصابة أكثر من 138 ألف شخص ووفاة ما يربو على خمسة آلاف في مختلف أنحاء العالم.
 
وفي محاولة للحد من الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الوباء أقر مجلس النواب الأميركي بأغلبية ساحقة حزمة مساعدات لمواجهة انتشار فايروس كورونا في ساعة مبكرة من صباح السبت تشمل إتاحة فحوص مجانية وإجازات مرضية مدفوعة الأجر في محاولة للحد من الأضرار الاقتصادية للوباء الذي أغلق المدارس والأنشطة الرياضية والأعمال.
 
وبدعم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وافق المجلس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون بأغلبية 363 صوتا مقابل 40 على حزمة تتكلف مليارات الدولارات من شأنها توسيع برامج الضمان الاجتماعي لمساعدة من قد يفقدون وظائفهم خلال الأسابيع القادمة.
 
وقال الرئيس دونالد ترامب إنه يؤيد حزمة الدعم مما يعزز احتمال إقرارها في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه رفاقه الجمهوريون في الأسبوع القادم.
 
في حين يزداد انتشار العدوى في أنحاء العالم، يتراجع عدد الإصابات الجديدة في البر الرئيسي الصيني.
 
 وكشفت الصين السبت أن عدد حالات الإصابة الوافدة بفايروس كورونا في البر الرئيسي تجاوز عدد الإصابات المحلية بالمرض لأول مرة.
 
وأكد بيانات نشرتها لجنة الصحة الوطنية أن بر الصين الرئيسي سجل 11 حالة إصابة جديدة الجمعة مقارنة مع ثماني حالات الخميس لكن أربعا منها فقط كانت محلية وجميعها في إقليم هوبي الذي كان بؤرة تفشي الفايروس.

وقالت السلطات المحلية إن الحالات السبع الأخرى تتمثل في أربع حالات في مدينة شنغهاي وحالة واحدة في العاصمة بكين وحالتين في إقليم قانسو بشمال غرب البلاد، وجميعها لأناس عادوا إلى الصين من الخارج وتحديدا من إيطاليا والولايات المتحدة والسعودية.

وتشير هذه الأرقام إلى أن الصين تواجه الآن تهديدا أكبر من حالات العدوى الوافدة من الخارج وأنها تواصل إبطاء انتشار الفيروس على المستوى المحلي.

وقالت لجنة الصحة الوطنية إن 95 حالة مصابة وفدت إلى الصين من الخارج.

وبلغ عدد الوفيات بالفيروس في بر الصين الرئيسي 3189 شخصا حتى الجمعة بزيادة 13 حالة عن اليوم السابق. وجميع حالات الوفاة الجديدة كانت في هوبي، منها عشر في مدينة ووهان.

وقالت كولومبيا إنها ستغلق حدودها مع فنزويلا وستمنع دخول الزوار الذين كانوا في أوروبا أو آسيا، في حين بدأ تطبيق الحظر الأمريكي على دخول معظم الناس من أوروبا منتصف ليلة الجمعة.

ودعت أيضا رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن السفن السياحية، وهي مصدر رئيسي للعدوى في بعض البلدان، إلى عدم القدوم لنيوزيلندا حتى 30 يونيو حزيران.

وقالت "إلى جانب إسرائيل وعدد قليل من جزر المحيط الهادي التي أغلقت حدودها فعليا، هذا القرار سيعني أن نيوزيلندا ستطبق قيودا على الحدود أوسع وأشد مما فرضته أي دولة في العالم".

وأعلن رئيس تشيلي سيباستيان بينيرا الجمعة منع إقامة الفعاليات العامة التي تضم أكثر من 500 شخص، لينضم بهذا إلى دول مثل أستراليا التي سيدخل فيها الحظر حيز التنفيذ يوم الاثنين.

وقال مصدر بالحكومة البريطانية إنها تعتزم سن قوانين طوارئ هذا الأسبوع لحظر التجمعات العامة، في تصعيد لخطة الأزمة التي قال منتقدوها إنها شديدة التراخي.

وأعلنت العاصمة الفلبينية مانيلا، التي يقطنها 12 مليون نسمة، حظر التجول ليلا السبت وحثت مراكز التسوق على الإغلاق لمدة شهر.

وستغلق الحكومة التشيكية معظم المحلات التجارية والمطاعم ابتداء من صباح اليوم السبت باستثناء متاجر المواد الغذائية والصيدليات ومحطات الوقود.

وفي باريس، أغلقت أبواب برج إيفل ومتحف اللوفر وملهى مولان روج. وفي واشنطن، تستعد متاحف سميثسونيان للإغلاق اليوم السبت بينما ظلت مسارح برودواي في نيويورك مغلقة.

من جانبها أعلنت السعودية السبت عن تعليق كافة الرحلات الجوية الدولية لأسبوعين اعتبارا من الأحد للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.

وقالت الوكالة نقلا عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية "قررت حكومة المملكة تعليق الرحلات الجوية الدولية للمسافرين  إلا في الحالات الاستثنائية - لمدة أسبوعين". وسجلت المملكة حتى الآن 86 إصابة بالفيروس، بحسب وزارة الصحة.

وفي تونس أعلن رئيس الحكومة التونسية الياس الفخفاخ الجمعة عن غلق الحدود البحرية كليا للبلاد وغلق الحدود الجوية كليا مع ايطاليا.

وأعلن الفخفاخ عن قرارات بهدف التصدي لمخاطر تسرب فيروس كورونا المستجد، من بينها الابقاء على رحلة جوية واحدة فقط يومية مع فرنسا وأسبوعية مع اسبانيا ومصر وألمانيا وبريطانيا.

كما قرر الفخفاخ فرض الحجر الصحي على كل الوافدين على تونس والغاء كل التظاهرات الثقافية والمعارض وغلق المطاعم والمقاهي وفضاءات الترفيه بدءا من الساعة الرابعة ظهرا، وتعليق صلاة الجماعة بما في ذلك صلاة الجمعة.

ويبدأ سريان هذه القرارات منذ اليوم وتستمر حتى يوم الرابع من نيسان.

وتمثل الإجراءات المعلنة من الحكومة مستوى المرحلة الثالثة من الوباء، غير أن الفخفاخ شدد على ضرورة الالتزام بالحجر الصحي الذاتي بشكل صارم.