الأزمات تتالى على لبنان من مالية واقتصادية وسياسية... وصولا الى الصحية، وكأن "الحياة في هذا البلد لم تعد صالحة" الا من خلال تغيير كل قواعد اللعبة...
 
 
وقد يسأل البعض هل الفرصة متاحة اليوم لـ"إسقاط اتفاق الطائف" والاتجاه نحو صيغة جديدة يجمع عليها اللبنانيون".. مع العلم ان "حزب الله"، ومنذ فترة طويلة عينه على هذا الاتفاق، ويريد تعديله بما يخدم مصالحه!
 
ظروف غير متاحة
 
يؤكد مصدر واسع الاطلاع على انه خلافا لما يعتقده هذا البعض، الوضع غير مناسب اطلاقا لأي مسّ بالتركيبة اللبنانية، معتبرا ان الكثير مما نسمعه اليوم يندرج في خانة البروباغندا، لان اسقاط اي اتفاق والذهاب الى آخر جديد يحتاج الى ظروف موضوعية خارجية وداخلية غير متاحة اليوم... واكثر تحديدا غير متاحة لـ "حزب الله".
 
ويشير المصدر عبر وكالة "أخبار اليوم" الى ان الظروف الخارجية والداخلية ليست لمصلحة الحزب، فهو في الواقع "يريد" السترة. فايران – حليفة الحزب الخارجية- في ظرف صعب، لا بل وضعها مأساوي، ولا تعاني فقط من تفشي وباء "كورونا" وتدهور اقتصادي، وقمع وثورة... بل هي تستعدّ لمزيد من الضغوط والحصار، مع الاحتمال الكبير لإعادة انتخاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب لولاية ثانية. بمعنى آخر هي لا تستطيع الهرب من العقوبات والشروط التي ستُفرض عليها من اجل اعادة ترتيب دورها في المنطقة. من جهة اخرى، الرئيس السوري بشار الاسد لم يعد الى جانب "حزب الله"، انطلاقا من المعطيات الجديدة الحاصلة في سوريا، والحجم والدور الذي حدّدته موسكو لكل من طهران ودمشق.
 
مسؤولية الفشل
 
ويتابع المصدر: اما على المستوى الداخلي، حليف الحزب المسيحي الاساسي هو التيار "الوطني الحر" الذي بدوره ليس في افضل حال، لا بل يُحمَّل مسؤولية فشل العهد. كما ان البيئة الحاضنة للحزب تحمله مسؤولية عدم استشراف المرحلة، وتدرك ايضا تغطيته للفاسدين، كما انها في الوقت عينه هالها موت شبابها في ساحات المعارك الاقليمية من القصير الى ادلب وصولا الى العراق.
 
 العملة  الصعبة
 
واذا كانت هذه الظروف تحول دون اي قدرة على الانقلاب على "الطائف"، يستطرد المصدر للقول: هذه الظروف نفسها ستدفع الحزب الى القبول بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، شرط ان تكون ادارة الدفة من الداخل لا من الخارج، معتبرا ان "حزب الله" لا يستطيع ان يتحمّل تداعيات وصول الازمة الى الانهيار التام.
 
ويختم: لا خيار سوى التعاطي مع صندوق النقد، كونه الباب الوحيد لادخال العملة الصعبة الى البلد.