غاب عن بال فضيلة الشيخ بالطبع، أنّ سياسة حزبه وحلفائه منذ أكثر من عشر سنوات، هي التي أوصلت البلد إلى رهن اقتصاده وإرادته للجهات الخارجية.
 

سبق لحزب الله أن أعلن مراراً وتكراراً رفضه لجوء لبنان لصندوق النقد الدولي، في محنته المالية التي يمرُّ بها هذه الأيام، وجاءت واضحة على لسان نائب الأمين العام للحزب، الذي أعلن رفض الرضوخ لمطالب وشروط الصندوق، التي تضع البلد، حسب رأيه ووفق سياساته الإقليمية في خدمة "الأمبريالية الأميركية"، وآخر موقف للحزب في هذا الإطار جاء على لسان عضو المجلس المركزي الشيخ نبيل قاووق،  الذي "رحّب" بأية مساعدة خارجية، شرط أن "لا يتُمّ التّسلُّل لفرض وصاية وهيمنة خارجية على لبنان"، والشيخ قاووق شديد الحرص على أن "لا نرهن اقتصادنا ومجتمعنا ومستقبل أهلنا لجهاتٍ خارجية"، وغاب عن بال فضيلة الشيخ بالطبع، أنّ سياسة حزبه وحلفائه منذ أكثر من عشرسنوات، هي التي أوصلت البلد إلى رهن اقتصاده وإرادته للجهات الخارجية، وأنّ الطغاة ومعهم الفاسدين هم الذين يجلبون "الغُزاة".

 

على كلّ حال، ليس هذا موضوعنا الآن، فموقف حزب الله من صندوق النقد الدولي بات معروفاً وشائعاً، ولا عودة عنه في المدى المنظور، الجديد في الأمر أنّ وزير المالية السيد غازي وزنة( المُعيّن من قِبل الثنائية الشيعية)، عندما سُئل الليلة الماضية على شاشة قناة "Lbc" عن موقفه من هذا الأمر، فأجاب بالتّهوين والتّخفيف من مخاطر موقف الحزب الذي يُعارض اللجوء لصندوق النقد الدولي جهاراً نهاراً، بالإستناد إلى موقف الشيخ قاووق إيّاه، الذي رحّب بالمساعدات الخارجية شرط عدم الإرتهان للوصاية الدولية على لبنان، وهذا يعني أنّ وزير المالية لم يطّلع كما يجب على خطاب قاووق، أو هو يحاول دفن الرأس في الرمال، أو هو يضحك علينا ويستخفّ بعقولنا، في حين أنّنا لم نعُد نحتمل اللّدغ أكثر من مرّة من نفس الجُحر.

 

نهض الحارث بن حوْط الليثي إلى علي بن أبي طالب-كرّم الله وجهه- وهو على المنبر، فقال: أتظُنّ أنّا نظُنّ أنّ طلحة والزبير كانا على ضلال؟ فقال: يا حارث، إنّه ملبوسٌ عليك، الحقُّ لا يُعرف بالرجال، فاعرف الحقَّ تعرف أهله.