قال مدير منظمة الخوذ البيضاء السورية، رائد صالح، الخميس، إن 612 مدنيا سوريا فقدوا حياتهم منذ مطلع 2020، بعد التصعيد الكبير في إدلب من قبل قوات النظام وحلفائه.
 
جاء ذلك خلال كلمة ضمن "مؤتمر إدلب الدولي" الذي تنظمه دائرة الاتصال في رئاسة الجمهورية التركية، في إسطنبول،وسط مشاركة المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري.
 
وخلال الجلسة قال صالح: "لم يعد لدينا مصطلحات تعبر عن حجم الكارثة، لكن في العام الحالي، 579 مدنيا قتلوا قبل دخولي القاعة، وبعد دخولي أبلغت بسقوط 15 مدنيا، فأصبحت الإحصائية 612 قتيلا، وأكثر من ألفي جريح".
 
وأضاف "الشعب السوري قرر المطالبة بأبسط حقوقه، وهي العيش بحرية وكرامة، لكن كانت النتيجية بأن سياسة العقاب الجماعي بدأت بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية والمحرمة دوليا، وبعدها بدأت التدخلات الأجنبية من حزب الله والميليشيات وصولا لروسيا".
 
وأوضح أن "الخوذ البيضاء لديها الآن 2950 متطوعا، في مجالات البحث والإنقاذ والإطفاء والتوعية المجتمعية ومساعدة النازحين بتأمين الإيواء، وأنقذنا أكثر من 120 ألف من تحت الأنقاض، وفقدنا 282 متطوعا".
 
وحول الوضع في سوريا، قال "الأزمة سياسية وليست إنسانية، وعند تجاوزها كل هذه الاحتياجات لن تكون موجودة، وعودة النظام لحدود اتفاقية سوتشي تعيد 70٪ من المدنيين لمناطقهم، ما يؤدي لتخفيف الأزمة الإنسانية".
 
كما أكد أن "المؤتمر يأتي في أشد الظروف حرجا على السوريين، وعقب استنفار الاتحاد الأوروبي دوله لوصول 150 ألف لاجئ على حدوده".
 
وختم بالقول "يجب تبديل آليات التعامل في سوريا، فالسوريون يبحثون عن حل سياسي عادل يضمن السلام وحقوق الإنسان، وكل رتل تركي يرحبون به لأنهم يعرف أنه سيحميهم من الطيران والتهجير القسري".
 
وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلهم إلى اتفاق "مناطق خفض التصعيد" في إدلب ومناطق من اللاذقية وحماة وحلب، وفي الريف الشمالي لمحافظة حمص، والغوطة الشرقية في ريف دمشق، بالإضافة إلى القنيطرة ودرعا جنوب البلاد، وذلك في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
 
لكن النظام والإرهابيين المدعومين من إيران وبدعم جوي من روسيا، شنوا هجوما على تلك المناطق وسيطروا على 3 منها، ضاربين بعرض الحائط إعلان وقف إطلاق النار. وكثفوا الهجوم بعدها على إدلب، "منطقة خفض التصعيد" الأخيرة.
 
وجراء القصف والهجمات العنيفة سيطر النظام منذ ذلك التاريخ إلى اليوم، على مدن كبيرة أبرزها كفرنبودة وخان شيخون ومعرة النعمان وسراقب ومناطق واسعة جنوب شرقي إدلب، إلى جانب سيطرته على شمال وشرقي ريف محافظة حماة، وجنوب وغربي ريف محافظة حلب.
 
وأطلقت تركيا عملية "درع الربيع" العسكرية، ضد قوات النظام السوري في إدلب، ردا على اعتداء الأخيرة على القوات التركية، في 27 فبراير/ شباط الماضي.