تجاوز مخزون إيران المتزايد من الوقود النووي مؤخراً عتبة حرجة، مما يمكنها من صنع قنبلة نووية في غضون أشهر بسيطة وفقاً لتقرير أصدره المفتشون الدوليون يوم الثلاثاء.

وللمرة الأولى منذ تخلي الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن الاتفاق النووي لعام 2015، يبدو أن طهران لديها ما يكفي من تخصيب اليورانيوم لإنتاج سلاح نووي واحد، على الرغم من أن تصنيع رأس حربي ولمسافات طويلة سيستغرق شهوراً أو سنوات وفقاً لما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

كما وثقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأول مرة كيف منعت القيادة الإيرانية مفتشيها من زيارة ثلاثة مواقع مهمة، حيث كانت أدلة على وجود نشاط نووي.

نتائج عكسية
وقال المدير المعين حديثا للوكالة، رافائيل ماريانو غروسي، وهو دبلوماسى أرجنتينى أمضى معظم حياته فى العمل فى القضايا النووية إنه من الملح "أن تتعاون إيران فورا وبشكل تام مع الوكالة"، من خلال السماح لها بالوصول إلى المواقع والرد عليها. وأشار إلى أسئلة إضافية "تتعلق بالمواد النووية غير المعلنة المحتملة والأنشطة ذات الصلة بالمجال النووي".

وردا على ذلك، قالت إيران إنها ترفض موجة الأسئلة الجديدة للوكالة. ونقل التقرير عن طهران قولها "إنها لن تعترف بأي ادعاء حول أنشطة سابقة ولا تعتبر نفسها ملزمة بالرد على مثل هذه الادعاءات"، وهو ما يشير إلى أن المواجهة بين واشنطن وطهران دخلت مرحلة جديدة.


وتقول الصحيفة إن قرار الرئيس ترمب بالتخلي عما وصفه بالصفقة "الرهيبة" جاء بنتائج عكسية في الوقت الراهن. وقد انتقلت إيران من الامتثال للقيود الصارمة التي فرضها الاتفاق على إنتاج اليورانيوم إلى البدء في إعادة بناء مخزونها.

واقع مختلف
ويبدو أن قادة إيران سمحوا للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتوثيق هذه الانتهاكات، التي من المرجح أن تدفع إلى إظهارها أنها ترد على حملة الضغط التي يقوم بها ترمب بواحدة من حملاتها الخاصة.

وحتى الآن، يقول الخبراء إن الأدلة تشير إلى أن الإجراءات الإيرانية تدريجية ومحسوبة للضغط على الحكومات الأوروبية وإدارة ترمب، بدلاً من التسرع في تفجير قنبلة.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية
وقد أصر ترمب ووزير خارجيته، مايك بومبيو، على أن قرار التخلي عن الاتفاق وإعادة فرض عقوبات قاسية، وخفض عائدات النفط الإيرانية بشكل كبير، سيجبر البلاد على التخلي عن جميع قدراتها النووية. ولكن الأرقام تشير إلى واقع مختلف.

أرقام صادمة
وتظهر الأرقام الأخيرة الواردة فى تقرير سري للدول الاعضاء الـ171 في الوكالة أنه ولأول مرة منذ دخول الاتفاق النووى حيز التنفيذ، تجاوزت البلاد حاجز ألف كيلو أو 2200 رطل من وقود اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 4.5%. وإذا تم تخصيبه أكثر، إلى 90%، فهذا الوقود يكفي لإنتاج سلاح نووي واحد. وتقيس الوكالة مخزونات الوقود ولا تقدم أي تقديرات بشأن مدى قرب الدول من إنتاج الأسلحة النووية. والتزم البيت الأبيض الصمت يوم الثلاثاء حول هذه النتائج.


وتقوم وكالات الاستخبارات والخبراء الخارجيون بذلك، وبدت قراءتها للتقرير يوم الثلاثاء واضحة: "في أعقاب انسحاب الرئيس ترمب من اتفاق أوباما، أصبح لدى إيران الآن طريق إلى القنبلة، وهي تعيد تشكيل مخزونها من الوقود ببطء".