كتبت مريم سيف الدين في “نداء الوطن”:
 
يبدو أن المعارضين لـ”حزب الله” في “بيئته” باتوا ملاحقين من عناصر الحزب وبعض مسؤوليه، على خلفية آرائهم التي ينشرونها عبر مواقع التواصل الإجتماعي أو أقله هذا ما ينذر به اعتداء محازبين على مجد جمول (17 عاماً) بالضرب بغية الضغط على شقيقه الأكبر علي إثر منشور نشره على “فيسبوك”.
 
فبعد عجزهم عن ضرب علي المتواجد في بيروت انتقاماً منه لقوله ما لا يودون قراءته، توجه عنصر من “حزب الله” برفقة شقيقه إلى منزل أهل علي في بلدة عزة – قضاء النبطية وانهالا عليه بالضرب، وفق ما يؤكد شقيقه لـ”نداء الوطن”. ولم يقف الاعتداء عند هذا الحد، إذ يكشف جمول أن مسؤول “حزب الله” في البلدة قد أبلغ والد علي قراراً بمنعه من دخول القرية قبل الاعتذار عما نشره تحت طائلة الاعتداء عليه.
 
منشور جمول جاء على خلفية الصراع الحاد الذي شهدته مواقع التواصل الإجتماعي في اليومين الماضيين إثر مقتل عناصر لـ”حزب الله” في إدلب بغارة تركية. صراع بين حزبيين ومناصرين للحزب برّروا تواجد المقاتلين في إدلب لحماية الأعراض، وبين آخرين انتقدوا خطاب الحزب هذا وسخروا من فكرة القتال في مناطق مختلفة خارج لبنان بحجة الدفاع عن الشرف، ومن تقاضي مقاتلي الحزب رواتب بالدولار الأميركي.
 
فنشر جمول منشوراً لأحد مؤيدي الحزب يقول فيه: “طُلعو على سوريا بـ 500$ كرمال ما يصير سعر اختك1$” وعلّق على المنشور بكلمات ساخرة، أثارت غضب مسؤول “حزب الله” في قريته وحزبيين آخرين. فبدأوا إرسال الرسائل وتهديده، وابتزازه بصحة والدته التي تعاني من المرض، فألغى جمول حسابه على “فيسبوك”. “قال لي أحدهم إذا ما حدا عارف يضبك نحنا بنضبك. بعد التواصل معهم اعتقدت أن المشكلة قد حلّت وأن الأمر كان مجرد سوء تفاهم، لكني تفاجأت باتصال من صديق شقيقي يبلغني فيه أن شابين توجها إلى منزلنا وتعرضا لأخي بالضرب. كما وصلتني رسائل تهديد وأبلغ مسؤول “حزب الله” في المنطقة والدي قرار منعي من الدخول إلى القرية قبل أن اعتذر، فأبلغه والدي بأنني لن أعتذر”، يقول جمول.
 
 
 
ويترقب الشاب وعائلته إجراءات الأجهزة الأمنية المفترض اتخاذها لحمايتهم، بعد أن أُبلغت مخابرات الجيش وقوى الأمن الداخلي بالاعتداء والتهديدات التي تعرضت لها العائلة. وكان جمول قد تعرض سابقاً للعديد من التهديدات على خلفية منشورات مختلفة معارضة للحزب، لكن يبدو أنه لم يتوقع أن يأتي اليوم وينفّذ فيه عناصر “حزب الله” تهديدهم له، ليتحول الكلام إلى اعتداء جسدي يطال شقيقه ويمنعه من الوصول إلى قريته.