قالت مصادر الجمهورية: «إنّ الإصلاحات هي حاجة داخلية محلية قبل ان تكون مطلباً خارجياً. فلبنان لم يعد يملك المقومات التي تخوله الاستمرار معيشياً واجتماعياً واقتصادياً ومالياً، وموازنة 2020 لا تتضمن اي انفاق استثماري إنما رواتب وفوائد دين، وبالتالي، قرار الاصلاح هو قرار ذاتي، تعمل عليه حكومة دياب، لمحاولة التأكيد انّ الأموال هذه المرّة لن تذهب هدرًا كما في السابق».
 
واشارت المصادر،  الى انّ «المجتمع الدولي سمع سابقاً كثيراً من العناوين والشعارات عن الإصلاح في لبنان من دون أن يلمس اي جدّية او تغيير في الممارسة السياسية، لذلك هو يتشدّد اليوم، وهذا حقه، في وقت نحن في حاجة أيضاً الى هذا التشدّد، لأنّ الخيارات لم تعد متاحة، فإمّا إتخاذ إجراءات اصلاحية شديدة أو الانهيار الشامل».
 
واعتبرت المصادر، أنّه «لا يجب على الأطراف السياسية ان تعرقل مسيرة دياب خصوصاً الأكثرية التي دعمته وأيّدته، لأنّه في غياب الإصلاحات ستنعكس الاوضاع سلباً على اللبنانيين جميعاً، وبالتالي فإنّ فشل دياب سيكون في هذه الحال فشل الفريق كله وكل لبنان».
 
وفيما تستعد البلاد لاستحقاق سندات «اليوروبوند»، وفي انتظار معرفة كيف سيتمّ التعاطي معه لتجنيب لبنان المشكلات الكبرى، يؤكّد مرجع مطلع لـ«الجمهورية»، انّ «حكومة دياب لن تكون حكومة «إدارة الافلاس»، واذا لم تُسهّل طريق الإصلاحات أمامها لن تستطيع الحكم والإستمرار. ومن هنا، فإنّ لبنان محكوم بإتخاذ الاجراءات الاصلاحية لينطلق الى العرب والعالم طالباً المساعدة والدعم». ويضيف: «لا مكان للحسابات السياسية، ليس لسبب إلّا لأننا اصبحنا في حال يُرثى لها على المستويين المالي والاجتماعي وسوء الإدارة. فحتى إذا أراد طرف سياسي معيّن العرقلة لحسابات فئوية ضيّقة، أو إجراء عمليات ملتوية فلن يستطيع، لأننا في حال كارثية تعكسها لغة الأرقام. وهذا الواقع الكارثي يفرض علينا التعامل معه بتجرّد، عبر إجراءات توقف هذا المسار الانحداري في البلد، ويجب إجراء الاصلاحات سواء اتت المساعدات أم لم تأتِ».
 
وفيما تعطي الحكومة الأولوية اليوم لسندات «اليوروبوند» المستحقة في 9 آذار الجاري، فإنّ التحضيرات لجولة رئيس الحكومة العربية ستبدأ بعدها. وحسب معلومات لـ«الجمهورية»، لم يتلقَ السراي الحكومي أيّ رسائل تفرض شروطًا على دياب للقيام بهذه الجولة، فلدى رئيس الحكومة رغبة شديدة في أن يبدأها بالمملكة العربية السعودية، لما يربطها بلبنان من أواصر تاريخية وعمق وجداني.