تمثل فترة البلوغ حرجا كبيرا ليس للفتاة فقط، بل لكثير من الأمهات أيضا، يختبرن تلك الفترة من جديد، لكن بمخاوف أكبر.
 
تسعى كل أم لطمأنة ابنتها وتهدئتها، وربما تعاني هي توترا أكثر منها، لا تعرف متى تبدأ أو ماذا تقول أو كيف تتعامل مع تلك المرحلة شديدة التعقيد والرهبة، وكيف تجيب عن التساؤلات المحتملة.
 
ينصح المتخصصون بعدم الانتظار حتى تأتي ابنتك إليك مع أسئلة عن جسمها المتغير، فقد لا يأتي ذلك اليوم أبدا، خاصة إذا كانت لا تعلم أنه من الجيد التحدث معك حول هذا الموضوع الحساس، بل من الأفضل أن تبادري أنت بمناقشة التغيرات الجسدية والعاطفية المرتبطة بالبلوغ معها في وقت مبكر.
 
التهيئة للبلوغ
تبدأ مرحلة البلوغ عند الفتاة من عمر 10 سنوات في المتوسط، بعض الفتيات تمر بتلك الفترة مبكرا في عمر 8 سنوات، والبعض الأخريات لا يبدأن حتى عمر 13 عاما، لذا تؤكد ريهام شاهين، استشارية أسرية، على ضرورة تحدث الأم مع ابنتها عن تلك المرحلة في عمر 8 سنوات قبل ظهور علامات البلوغ.
 
تمر مرحلة البلوغ بمراحل عدة، تبدأ بتغيرات جسدية مثل زيادة الدهون في الجسم، ونمو الثديين، وزيادة الطول والوزن وظهور حب الشباب أحيانا، وبعد عام واحد أو اثنين من ظهور أول علامات البلوغ تبدأ تجربة الحيض الأولى.
 
 
الثقة وتقبل النفس
تشعر غالبية الفتيات بعدم الأمان بشأن مظهرهن عند بلوغ تلك المرحلة، وهو ما يجعل دور الأم هاما وضروريا لطمأنتهن وإعادة ثقتهن في أنفسهن، وتأهيلهن نفسيا لتقبل تلك الفترة.
 
وتضيف ريهام للجزيرة نت "يجب أن تتعامل الأم مع ابنتها بصدق وصراحة، وتشرح لها أن توقيت هذه التغييرات يمكن أن يختلف اختلافا كبيرا من فتاة إلى أخرى، وظهور علامات البلوغ، فضلا عن تغيرات الحالة المزاجية، والتغيرات الهرمونية، هي بمثابة مراحل نمو طبيعية، إذ تمر بها جميع الفتيات، ولكن ليس دائما بالوتيرة ذاتها، وتشجعها على تقبل شكل جسدها ولا تنفر منه، بل على العكس تقدره تماما وتحترمه وتراعي خصوصيته".
 
ما تحتاج الفتاة لمعرفته
من الخطأ اعتبار مرحلة البلوغ وما تتضمنه من نزول الحيض فترة محرجة، والأكثر خطأ أن ينتقل ذلك الشعور من الأم إلى ابنتها، فالأمر طبيعي وضروري لتطور حياتها النفسية والجسمانية، وترى الاستشارية الأسرية أن على الأم أن تعي ذلك عند التحدث مع ابنتها، وتجعلها تشعر بالاعتزاز بسبب طبيعتها المتفردة التي منحها الله لها، لذا من الضروري أن تعرف الأم ما الذي تحتاج ابنتها إلى معرفته في تلك المرحلة ومن أهمها:
 
 
 
1- طريقة عمل الجسد
تحتاج الفتاة في تلك الفترة أن تفهم كيف يعمل جسدها، ولماذا يأتيها الحيض، وقبل أن تسأل، على الأم المبادرة بتفسير ما يفعله الجسد بكلمات واضحة وبسيطة، وهي طبيعة جسد المرأة المؤهل لاحتضان ونمو الجنين في المستقبل، والمرأة هي المختصة بالحمل والإنجاب، وقبل الحمل والإنجاب يحدث التبويض، وطالما أن الفتاة ما زالت صغيرة لا تستطيع أن تتزوج أو تنجب حتى يكتمل نموها الجسدي والنفسي، يقوم الرحم بطرد جداره الداخلي كل شهر ويخرج على هيئة دماء الحيض، وهي عملية هامة لصحة وسلامة المرأة.
 
وتعد هذه الدماء علامة على بدء نضوج جسد الفتاة، وتأتي كل 28 يوما، وتحتاج إلى استخدام فوط صحية، مع ضرورة إخبارها أنها ربما ستشعر ببعض الآلام البسيطة، وربما تكون الدورة الشهرية غير منتظمة في بدايتها، وعليها اللجوء إلى الأم واستشارتها في أي حدث طارئ.
 
2- النظافة الشخصية
تراعي الأم ضرورة توجيه ابنتها إلى أهمية الحفاظ على النظافة الشخصية، والاستحمام بشكل منتظم.
 
3- تقلب الحالة المزاجية
على الأم أن تشرح لابنتها دور الهرمونات، وأنه يوجد هرمون الإستروجين المسؤول عن البلوغ وتنظيم الدورة الشهرية، وهرمون البروجسترون الذي يساعد على تنظيم الدورة الشهرية، وكيف يحدث اضطراب في الهرمونات بسبب الانتقال من مرحلة جسدية ونفسية إلى مرحلة أخرى جديدة.
 
وتؤثر الهرمونات على الحالة المزاجية للفتاة في تلك الفترة، وتنصح الأم ابنتها إذا ساورتها أية مشاعر مختلفة مثل الحزن أو الضيق أو غيرها أن تلجأ إليها وتتحدث معها بكل وضوح.
 
4- احترام الجسد
من المهم أن تعرف الفتاة أن كل امرأة مرت بفترة البلوغ، ولا تشعر بالخجل من جسدها أو من حيضها.
 
على الأم دعم ابنتها وتشعرها بالثقة والاعتزاز بنفسها، وفي الوقت ذاته عليها تعليم ابنتها كيف تحترم جسدها وتصونه، وتوعيتها بشأن كل أنواع التحرش التي يمكن أن تتعرض لها.