وأخشى ما نخشاه اليوم أن يخرج علينا رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب بعد فترةٍ قصيرة ليقول: بأنّ الغرب الأميركي والأوروبي، المتحالف مع دول الخليج العربي، هم الذين عرقلوا خطواتنا الإنقاذية وما خلّونا نعمل، كأنّه كان مغشيّاً عليه عندما قرّر أن يتلقّف كرة نار المسؤولية الجسيمة التي حمّلتهُ إياها الثنائية الشيعية المتحالفة مع التيار الوطني الحر.
 

دأبَ وزراء التيار الوطني الحر طوال السنوات العشر الماضية التي وضعوا خلالها البلد تحت سلطتهم مع حليفهم حزب الله، على رمي إخفاقاتهم في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فضلاً عن فشلهم في تنفيذ خُطّة لتأمين الطاقة الكهربائية، على معزوفة باتت مُملّة وسخيفة ومشبوهة، وتتلخص بعبارة" ما خلّونا نعمل" و"تمّت عرقلتنا"، أمّا لماذا لم يتخلّوا عن الوزارات والمؤسسات الرسمية التي فشلوا في تنفيذ برامجها ومشاريعها؟ فمردّ ذلك كما بات معروفاً هو ضخامة الأموال المنهوبة عبر السمسرات والصفقات المشبوهة، وليت خصومهم كانوا قد وُفقّوا إلى عرقلة خُطط تنفيذ السدود المائية التي نفذتها وزارة الطاقة( التي يشغلها وزراء التيار الوطني الحر منذ أكثر من عشرسنوات)، فهدروا الأموال العامة دون طائل، لا بل جرى الإعتداء على البيئة والمواقع الأثرية( مشروع سدّ بسري)، وليت خصومهم كانوا قد تمكّنوا من تعطيل ارتكاباتهم في في وزارة الاتصالات ووزارة الخارجية ووزارة العدل، حتى جاءت انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول الفائت، لتضع حدّاً، نرجو أن يكون نهائيا، لموبقات العهد العوني وارتكابات التيار الوطني الحر مع شركائه في التسوية الرئاسية في الفساد ونهب المال العام، وتمكّنت من إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري المنبثقة عن التسوية الرئاسية التي جاءت بالرئيس عون رئيساً للجمهورية نهاية العام ٢٠١٦، وجاءت حكومة الرئيس دياب رغم أنف الإنتفاضة، إلاّ أنّ أصواتاً عدّة من كافة الاتجاهات، طالبت بإعطاء هذه الحكومة فُرصاً كافية لمعالجة الأزمات الاقتصادية والمالية والسياسية والمعيشية والحياتية التي أنتجتها حكومات المحاصصات الطائفية والغنائم بواسطة الصفقات، وبالفعل فقد تمكّنت حكومة الرئيس دياب من نيل الثقة رغم الإعتراض العنيف من جانب قوى الانتفاضة الشعبية، وبات من مسؤوليات الحكومة الجديدة أن تتصدّى بما تملك من إمكانيات لوقف التدهور الاقتصادي والمالي، وقطع دابر الفساد، والإنصراف لوضع الخطط والبرامج المالية والاقتصادية التي يمكنها أن تُنقذ البلد من مهاوي الإنهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، إذ برئيسها يخرج على اللبنانيين بالأمس ليُكرّر ما سبق للتّيار الوطني الحر أن ردّدهُ على أسماع المواطنين، بأنّ الخراب الحاصل هو نتيجة تراكم ثلاثة عقود من الفساد ونهب المال العام والمحاصصات، مُتناسين أنّ ما نهبوه واستباحوه خلال العقد الأخير فاقَ أضعاف ما هُدر ونُهب خلال العقدين الماضيين.

اقرا ايضا : رئيس جمهورية يتظاهر ضد موظف سبق له أن عيّنه في منصبه

 

 

 وأخشى ما نخشاه اليوم أن يخرج علينا رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب بعد فترةٍ قصيرة ليقول: بأنّ الغرب الأميركي والأوروبي،  المتحالف مع دول الخليج العربي، هم الذين عرقلوا خطواتنا الإنقاذية وما خلّونا نعمل"، كأنّه كان مغشيّاً عليه عندما قرّر أن يتلقّف كرة نار المسؤولية الجسيمة التي حمّلتهُ إياها الثنائية الشيعية المتحالفة مع التيار الوطني الحر.

لمّا خُلعَ الخليفة العباسي المُستعين قيل له: إخترْ بلداً تحلُّه، فاختار البصرة، فقيل له: هي حارّة، فقال: أترونها أحرّ من فقدِ الخلافة؟