من تجار العمائم إلى مشايخ الجهل كثُرت التعليقات المضادة للأحكام الجائرة التي باتت نتائجها أخطر بكثير ممّا نعتقد، فالبارحة توفيت الإبنة من دون أن ترى أمها لسنتين، وقبلها ماتت نادين جوني مناضلة حتى الرمق الأخير أملاً باسترجاع طفلها إلى حضنها، وأخرى كانت قد سُجنت لأنّها رفضت إعطاء ولدها لأبيه.
 

تجلّى ظلم المحكام الجعفرية يوم أمس بصورة كاملة، وبصوت مجروح من أمّ ثكلى، كانت قد قُتلت مرتين في الأصل. مرّة من قبل أحكام لا علاقة لها بالدين، نجحت بإبعاد ابنتها عنها، ومرةً عندما حُرمت منها إلى الأبد من دون رؤيتها لمدة سنتين وأصبحت بعدها تحت التراب.

 


ليل أمس، كان الحديث عن لينا الأم يتفاعل، والتعليقات لا تقلّ عن الحرقة التي اشتعلت في قلبها، عندما جثت أمام قبر طفلتها الصغيرة تصرخ وتستغيث، وتتمنى لو أنّ "الرصاصة" كانت قد تلقّتها هي بدلاً عنها.
لم يكن ظلم المحاكم الدينية وحده حاضرًا في الفيديو، بل قسوة وظلم الآباء التي لم يجد لها أحد أيّ تفسير أو تعبير، بعدما أُخذ القرار بوضع السياج حول القبر لمنع والدتها بالإقتراب منه، وهي بطبيعة الحال كانت قد مُنعت من حضور جنازتها، وقد نجحت بعد 62 يوم من الإنتظار بالإقتراب- عن بُعد من الضريح.

 


الرواية التي أكّدتها صفحة "حضانتي ضد المحكمة الجعفرية" تفيد بأنّ الأم قد حُرمت من ابنتها مايا لمدّة سنتين. وفي شهر كانون الأول الماضي تُوفيت الفتاة بسبب رصاصة، فيما لم تُعرف أيّ تفاصيل أخرى عن وفاتها. وتظهر الأم في الفيديو المتداول، خلال زيارتها الأولى لقبر ابنتها.

 

إقرأ أيضًا: الناشط محمود شعيب انتقد «الفساد» فسُجن في النبطية

 


التعاطف كان كبيرًا مع الوالدة التي أجمع الرواد كافة على مساندتها خاصةً مع انعدام الرأفة والرحمة في قلوب المسؤولين عن الذي حدث بحسب تعبيرهم، لتتساءل واحدة من المعلقين: "لو شو ما كان صاير.. هلقد ميتة الرحمة بيناتنا"؟

 


"من تجار العمائم" إلى "مشايخ الجهل" كثُرت التعليقات المضادة للأحكام الجائرة التي باتت نتائجها أخطر بكثير ممّا نعتقد، فالبارحة توفيت الإبنة من دون أن ترى أمها، وقبلها ماتت نادين جوني مناضلة حتى الرمق الأخير أملاً باسترجاع طفلها إلى حضنها، وأخرى كانت قد سُجنت لأنّها رفضت إعطاء ولدها لأبيه.

 


في 29 شباط القادم الواقع نهار السبت، ستخرج الفتيات والنساء والأمهات إلى الشارع مرة جديدة من دون كلل أو ملل، ضدّ تجار الدين وكلّ مشارك في قتل الأمهات مرارًا وتكرارًا، ضدّ كلّ من استخدم نفوذه وكلّ من رفض تعديل الأحكام وما زال يرفض، وضدّ كلّ من يغفل عن الحقيقة ويدير وجهه، وكلّ من لا يسعى ولو بكلمة بإسدال الستار على الذل والقهر والألم الذي يُعاني منه الطفل، قبل الأمّ، لأنّ النتائج المرجوّة آتية عاجلًا أم آجلاً.
ولأنّ لكلّ ثورة شرارة، نطمح أن تكون كلّ من لينا ومايا شرارة الثورة ضد المحاكم الجعفرية، التي من المفترض أن تبدأ السبت المقبل.