يمثّل فيروس كورونا حالة طوارئ صحيّة ولاسيّما في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن باتت إيران تشكّل نقطة لنقل المرض بعد الصين. وأصبح لبنان مهددًا بشكل جدّي من هذا الفيروس بسبب الإجراءات الهشة وغيرالفعالة التي تتخذها الدولة اللبنانيّة لمواجهته.
 
واعترف وزير الصحّة اللبناني حمد حسن رسميًّا، يوم الجمعة الفائت، عن تسجيل أوّل إصابة مؤكّدة بالفيروس وهي آتية من مدينة قم الإيرانيّة،عبر طائرة عليها 163 راكبًا، لينضم لبنان عندها إلى قائمة الدول المصابة بالفايروس القاتل.
 
حالة من الخوف والهلع تسيطرعلى الشعب اللبناني الذي وضع همومه المعيشيّة والاجتماعيّة جانبًا ليصبح الكورونا شغله الشاغل .
 
** غضب عارم من جانب المواطنين والناشطين**
 
صرّحت الناشطة الحقوقيّة، أنديرا زهيري للبنان الجديد:" انتشار مرض الكورونا  في العالم  يولي على الدولة اللبنانية وخصوصًا وزارة الصحّة ان تتّخذ اجراءات وقائيّة احترازيّة صارمة لما يسبّبه من خطر جسيم على الصحّة القوميّة".
 
واعتبرت الزهيري أنّ"غياب التوعية بشكل جدّي وغياب التسهيلات لجهة تامين العلاج اللازم، الاجراءات على الحدود والمطار لا ترق الى مستوى الطوارئ ".
 
وأسفت الزهيري للوضع في لبنان قائلة:" بعض الدول منعت استقبال الرحلات القادمة من دول بدأ المرض في الانتشار اما في لبنان لم يفعل لاعتبارات سياسية، وهل ان السياسة اهم من صحة المواطن وسلامته".
 
بدوره، اعتبر الناشط السياسي مارك ضو، أنّه كان يجدر على الحكومة اللبنانيّة أن تتخذ اجراءات صارمة منذ تفشي الفيروس ولاسيّما بعد أن تبيّن عن وصول أكثر من مواطن من الصين إلى لبنان.
 
ولفت ضو إلى انّ الدول التي لديها طيران مباشر مع ايران كانت جديّة وسريعة في منع السفر، مقابل تردّد لبناي واضح لاسباب سياسيّة.
 
وقال:" لسوء الحظ الشعب اللبناني سيدفع ثمن عدم الشفافيّة في التعاطي معه".
 
وعبّرت أنجيلا حداد (ربّة منزل، 45 عامًا) عن غضبها من "عدم مسؤوليّة" السلطات اللبنانيّة، متأسّفةً لعدم اتخاذها القرار الصارم في منع السفر من إيران إلى لبنان والعكس.
 
وأكّدت لموقعنا أنّها لم ترسل أولادها إلى المدرسة لأنّها على دراية تامّة من عد موجود اي خطوة احترازيّة.
 
من جانبها، أوضحت سميرة عطار (موظفة في شركة خاصّة،31 عامًا) أنا لا أثق نهائيًا بما تقوم الدولة اللبنانيّة من اجراءات ولاسيما بالاجراءات التي اتخذت في المطار والتي أتت متأخرة خصوصًا وأنّ العوارض تظهر بعد فترة.
 
أمّا علي الأطرش (طالب جامعي، 20 عامًا)صحيح ان هناك حالة واحدة لكن لا اجراءات جدية ولا ثقة لدينا في الدولة سائلًا:" إذا الدولة في الأيّام العاديّة لا تؤمّن الطبابة لشعبها كيف إذا تفشى الكورونا؟"
 
في السياق عينه، أكّد عامر فواز (حقوقي، 28 عامًا) انّ غير جاهز حتى لاتخاذ موقف لمنع الرحلات إلى إيران مستغربًا كيف لنا ان نواجه الفيروس القاتل.
 
 
 
***  عدم الثقة بوزارة الصحّة"
 
وطالب وزير الصحة اللبناني، الدكتور حمد حسن، يوم الاثنين اللبنانيين الالتزام بالهدوء، لكنّ في تصريح للبنان الجديد، رأى دكتور الصحّة العامّة علي بو حمدان أنّ على الفرد أن يتخذ قدر المستطاع الاجراءات بمفرده لأنّه يعتبر أنّ اجراءات الدولة غير كافية ومتأخرة.
 
وشدّد بو حمدان على "ضرورة الاهتمام في النظافة الشخصية وغسل اليدين، وتغطية الفم والأنف عند السعال لتجنب أي طريقة تؤدي الى انتقال الجزيئات في الهواء ولاسيّما أصحاب المناعة الضعيفة والأطفال".
 
وقال:"الشعب اللبناني فقد ثقته في أن هذه الطبقة السياسيّة الحاكمو لأنّه يُدرك تمامًا أنّه لا يمكنها مواجهة أي مشكلة".
 
أعلن لبنان، الجمعة، تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا الجديد" لسيدة قادمة من إيران؛ ليكون ثالث دولة عربية تعلن تسجيل إصابات بالفيروس القاتل بعد الإمارات ومصر.
 
وظهر "كورونا الجديد" في الصين، لأول مرة في 12 ديسمبر/كانون أول 2019، بمدينة ووهان (وسط)، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.