إذا وقع ضغط على جزء من الجسم، فسيؤثر ذلك مؤقتاً على قدرة العصب على التواصل مع الدماغ. من المؤكد أننا مررنا جميعاً بهذه الحالة: نجلس مدة من الوقت وفجأة نشعر بتنميل في ساقينا. يحدث هذا في كثير من الأحيان من دون أن نعرف حتى السبب، وهناك مصطلح طبّي يُعرِّف هذه الحالة باسم «الخدر».
 
بَيّنت الكاتبة مارتا شافارياس، في تقريرها الذي نشرته صحيفة «الدياريو» الإسبانية، أنّ هذا المصطلح يصف الإحساس بالوخز أو التحرّق في الجلد الذي نشعر به بعد وَضع ساق فوق الأخرى مدة طويلة، أو النوم في وضعية غير مناسبة.
 
 
 
هذا الشعور يبدو كأنه قطرات صغيرة من المطر البارد تلامس بشرتك، أو كما لو أنّ هناك حشرات صغيرة لا حصر لها تمشي فوق جلدك (التنميل). في المقابل، يرتبط ذلك في أغلب الأوقات بتدفق الدم، لكنه يظهر في الواقع عند ممارسة ضغط مستمر على العصب.
 
 
 
أوردت الكاتبة أنّ هذا الإحساس بالوخز عادة ما يظهر من دون سابق إنذار، وفي معظم الحالات يكون غير مؤلم، ونشعر به عادة في اليدين أو الذراعين أو الساقين أو القدمين، على الرغم من أنه يمكن أن يظهر أيضاً في أجزاء أخرى من الجسم.
 
 
 
يُعدّ ذلك علامة على أنّ العصب «مُتشنّج» ويرسل إشارات إضافية، ويعتبر هذا الإحساس نتيجة لصعوبة مرور الدم في الجهاز العصبي، وعادة ما يختفي بسرعة عندما يخفف الضغط (عند تغيير وضعية الجلوس، على سبيل المثال).
 
 
 
في جميع أنحاء الجسم، لدينا أعصاب تعمل كنوع من التواصل بين الدماغ وأجزاء الجسم الأخرى، وعندما يسيل الدم بسلاسة، تتحرك نبضات كهربائية صغيرة على طول الأعصاب التي تنتقل من العمود الفقري إلى الذراعين والساقين، في هذه الأثناء ترتفع هذه الأحاسيس من خلال الحبل الشوكي إلى الدماغ.
 
 
 
وأوردت الكاتبة أنه إذا حصل ضغط على جزء من الجسم، فسيتداخل ذلك مؤقتاً مع قدرة العصب على التواصل مع الدماغ. وعندما يقع الضغط على العصب، يحدث شيء مماثل بالنسبة للشرايين التي تغذي الدم إلى العصب، لكن ذلك لا يمكن أن يدوم لفترة طويلة من دون إمدادات مهمة من الأوكسيجين والغلوكوز.
 
 
 
نتيجة لذلك، نشعر بنوع من الخدر في الطرف المصاب، مُرفَق بشعور بالوخز في الجلد وكأنه وخز إبر. في هذه الأثناء، عندما يقلّ الضغط عن طريق تغيير وضعية الجلوس، يعود الدم من جديد، مما يتسبّب في إحساس بالوخز أو الحكة. في هذه الحالة، يمكن أن يساعدك تحريك الساقين أو هزّ يديك أو ساقيك على حل المشكلة.
 
 
 
يمكن أن يكون هذا كافياً لاستعادة تدفّق الدم إلى المنطقة وإيقاف الوخز، وفي هذه الحالات، يكون الوخز حميداً ومؤقتاً، غير أنّ ذلك ليس هو الحال دائماً.
 
 
 
ماذا يحدث عندما يكون الوخز مُزمناً؟
 
أضافت الكاتبة أنه في بعض الحالات، لا يكون الشعور بالوخز مؤقتاً، فلا يختفي بل يعود من جديد، ويسمّى ذلك بالخدر المزمن، ويمكن أن يكون علامة على مرض عصبي أو تلف الأعصاب. في هذه الحالة، يمكن أن يسبّب الخدر اضطرابات مختلفة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، من قبيل:
 
 
 
• السكتة الدماغية أو السكتة الدماغية الصغيرة، عندما يتوقف تدفق الدم إلى المخ.
 
• مرض التصلب المتعدد، وهو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤثر على شعور الجسم، حيث يعد التنميل في الوجه أو الجسم أو الذراعين والساقين من الأعراض المبكرة الأكثر شيوعاً للمرض.
 
• الإصابة أو الحادث الذي يصيب الأعصاب.
 
• مرض السكري، حيث يمكن أن يضرّ اضطراب نسبة السكر في الدم الأعصاب بمرور الوقت.
 
• الضغط على العصب الوركي، والذي ينتقل من أسفل الحوض إلى الأرداف والساقين.
 
• نقص بعض الفيتامينات، وخاصة انخفاض مستويات فيتامين ب 12، والتي تؤدي دوراً أساسياً في صحة الأعصاب.
 
• متلازمة النفق الرسغي، عندما يضيق النفق الصغير الذي يمتد من الرسغ إلى راحة اليد، ويسبّب الألم والتنميل في الساعد واليدين والأصابع.
 
•- تعاطي الخمر.
 
• إستهلاك بعض الأدوية، مثل بعض المضادات الحيوية ومضادات الاختلاج وبعض أنواع العلاج الكيميائي.
 
 
 
هل يمكن علاج الخدر؟
 
أشارت الكاتبة إلى أنه اعتماداً على السبب، من الممكن علاج هذه الأعراض، لأنّ معالجة السبب الكامن هو النهج الأولي لمقاومتها.
 
 
 
وللبدء في ذلك، من المهم الإجابة عن بعض الأسئلة التالية:
 
• في أي جزء من الجسم نشعر بالوخز؟
 
• هل يقتصر الألم على جانب واحد من الجسم؟
 
• هل يتغير الإحساس طوال اليوم؟
 
• ما الذي يثير الإحساس (الحرارة، التمرين، الجلوس، الإجهاد، الطعام)؟
 
• هل ظهرت أعراض أخرى في المنطقة مثل الألم أو الاحمرار أو التورّم؟
 
• هل تعاني مرضاً مزمناً مثل السكري؟
 
• هل هناك إصابة؟
 
• ما نوع التغذية المتّبعة؟
 
 
 
لذلك، قد يكون من الضروري النظر في مشاكل نمط الحياة ومراجعة العوامل الأساسية مثل النظام الغذائي والأدوية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد الحفاظ على نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات والمواد المغذية، على تحسين الأعراض، على رغم أنه من المحتمل ألّا تَتخلّص منها تماماً.
 
 
 
ويمكن أيضاً أن يوصي الطبيب بتقنيات أو تمارين مثل التمدد، والتي تساعد على تنشيط الأعصاب بشكل متكرر. وإذا استمر هذا الشعور، حتى بعد معالجة السبب، فستصبح المشكلة أكثر أهمية وتتطلب مشاركة مختصّين آخرين.