ذكر تقرير حصري لصحيفة ديلي تلغراف أن القوات السورية أطلقت النار عمدا على المدنيين المسنين في الشمال الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة وتربصت بالنقاط العسكرية التركية لمهاجمتها، في خرق مباشر لاتفاق وقف إطلاق النار، كما تثبت اتصالات لاسلكية مترجمة اطلعت عليها الصحيفة.
 
وأشار التقرير إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد يتهم بانتظام باستهداف المدنيين في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات، ولكن نادرا ما يكون هناك دليل يثبت تعمد الهجمات.
 
وتكشف التسجيلات اللاسلكية كيف فتح الجنود من الفرقة 25 للجيش السوري -قوة المهمة الخاصة النخبوية المعروفة بقوات النمر- النار على مجموعة من النسوة العجائز.
 
ووفقا للتسجيلات، تعقب الجنود النساء في سيارة تقف خارج منزل قريب من كفر حلب في حلب الغربية يوم 11 فبراير/شباط الجاري. وكان يبدو أن النساء يجمعن ملابس ومتعلقات أخرى وهن يستعدن للهرب من تقدم قوات النظام.
 
ويبدو أن أحد الجنود يعرب عن انزعاجه من إطلاق النار على النساء العزل وهو يقول لزملائه "إنها تبدو كبيرة في السن، ومن الواضح أنها قادمة لحزم أمتعتها ثم تغادر".
 
ويجيب آخر "أنا أشاهدهن، هن على وشك دخول أحد المنازل يالا (هيا)! سأطلق النار الآن"، قبل أن يمكن سماع نيران مدفع رشاش سريع. ويقول له ضابطه "أطلق النار أطلق النار، أنا أراقبك".
اعلان
 
 
وذكرت الصحيفة أن التقارير المحلية المتوافقة مع تاريخ ووقت الاتصالات اللاسلكية تشير إلى أن النساء قتلن في الهجوم، وأردفت أن استهداف المدنيين عمدا جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
 
وألمحت ديلي تلغراف إلى أن الاتصالات اعترضت بعد أن اكتشف مراقبون في مرصد قريب التردد اللاسلكي للجيش، ومن ثم نقلوه إلى الصحيفة عبر مجموعة نشطاء مستقلة هي مركز ماكرو ميديا.
 
وأضافت الصحيفة أنها نشرت الشهر الماضي تسجيلات مسربة للمجموعة نفسها تكشف وجود مليشيات إيرانية وأفغانية تقاتل مع قوات فيلق القدس -التي اغتيل قائدها الجنرال الإيراني قاسم سليماني ببغداد- في شمالي سوريا.
 
وقالت الصحيفة إن الهجمات على المدنيين أصبحت جزءا من إستراتيجية الحكومة لترهيب السكان المحليين حتى يفروا من مناطق الثوار مما يسهل القبض عليهم.