اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان -خلال اتصال هاتفي جرى بينهما اليوم- على تكثيف التشاور للتوصل لوقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية، وفق ما أفاد به بيان للكرملين.
 
كما أكد الطرفان ضرورة استمرار الاتصالات بين العسكريين الروس والأتراك بشكل مكثف لخفض حدة التوتر.
وحض الرئيس التركي نظيره الروسي على "كبح" قوات النظام التي تشن هجوما بدعم روسي في المحافظة، مؤكدا "ضرورة أن تنتهي الأزمة الإنسانية"، وفق بيان للرئاسة التركية.
    
وقال الرئيس التركي لنظيره الروسي إن الحل يكمن في العودة إلى اتفاق سوتشي الموقع في العام 2018 الذي أتاح لتركيا إقامة نقاط مراقبة عسكرية في إدلب بهدف ردع أي هجوم للنظام السوري على المنطقة.
 
من جهته، أعرب بوتين خلال الاتصال عن "قلقه البالغ" إزاء "الأعمال العدوانية للإرهابيين" في إدلب.
 
خطوات ملموسة
وقبيل الاتصال مع بوتين، تباحث أردوغان هاتفيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بشأن الوضع في إدلب ودعاهما إلى "اتخاذ خطوات ملموسة من أجل منع كارثة إنسانية"، بحسب الرئاسة التركية.
    
كما أكد أردوغان ضرورة وقف الهجمات التي يشنها النظام السوري والجهات الداعمة له.
 
على صعيد آخر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم لوقف إطلاق النار فورا في إدلب "لتجنب تصعيد لا يمكن السيطرة عليه".
 
وقال غوتيريش خلال مؤتمر صحفي في نيويورك "هذا الكابوس الذي صنعه البشر لمعاناة الشعب السوري المطولة يجب أن يتوقف.. يجب أن يتوقف الآن".
 
وأضاف "رغم اتفاق خفض التصعيد شهدنا أعمالا قتالية خطيرة من قبل الحكومة السورية مدعومة بغارات روسية.. العمليات تقترب من المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان مع تجاهل حماية المدنيين".
 
وأكد غوتيريش أن لا حل عسكريا للأزمة السورية، منوها إلى أن أكثر من 900 ألف مدني نزحوا من مناطق القتال أغلبهم نساء وأطفال، وأن نحو مليونين و800 ألف سوري يحتاجون الآن إلى مساعدات إنسانية.
 
تشغيل الفيديو
 
غارات وقصف
ميدانيا، أفاد مراسل الجزيرة في وقت سابق اليوم بأن غارات روسية وأخرى للنظام السوري استهدفت قرى ومدنا بريف حلب الغربي قرب نقاط مراقبة تركية، إضافة إلى مدينتي كفرنبل وأريحا وبلدة قميناس بريف إدلب.
 
في المقابل، قصفت القوات التركية بكثافة مواقع لقوات النظام السوري في بلدة النيرب ومحيط مدينة سراقب.
 
وكان مراسل الجزيرة قد ذكر -نقلا عن مصادر في المعارضة السورية- أن هجومها بمساندة الجيش التركي على بلدة النيرب قد توقف.
 
وأضاف أن مقاتلي المعارضة انسحبوا من جميع المواقع التي تقدموا إليها داخل البلدة باستثناء منطقة الدواجن في محيط النيرب، حيث أنشأت القوات التركية نقطة عسكرية فيها.
 
كما نقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر مختصة برصد حركة الطيران العسكري قولها إن السلطات التركية منعت طائرة شحن عسكرية روسية وقاذفتين من نوع "سوخوي" من عبور الأجواء التركية باتجاه سوريا.
 
وأشارت المصادر إلى أن الطائرات الثلاث اضطرت إلى تغيير مسارها واستخدام الأجواء فوق بحر قزوين وإيران والعراق للوصول إلى سوريا، كما أكدت عدم منح السلطات التركية موافقة العبور أيضا لطائرة رابعة تابعة للحرس الوطني الروسي.