تهافت اللبنانيون بشكل لافت على الصيدليات لشراء كمّامات طبيّة؛ في إجراء احترازي عقب الإعلان عن تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا تحملها لبنانيّة قادمة من مدينة قم الإيرانيّة.
 
وفي تصريحٍ للأناضول، أفاد نقيب الصيادلة غسان الأمين، أن المواطن اللبناني بدأ بشراء الكمامات من الصيدليات بشكل كبير، عقب إعلان وزارة الصحة، الجمعة، عن أوّل حالة كورونا في البلاد.
 
وذكر "الأمين"، أنّ أكثر من 70 في المئة من الصيدليّات في لبنان مزوّدة بالكمامات، معتبرًا أنّ ما يُشاع عن وجود أزمة بها "غير دقيق".
 
وتابع: "هناك بعض الصيدليات التي نفدت فيها الكمامات اليوم (الجمعة)، بسبب التهافت عليها، مع العلم أنّه ليس جميع الصيدليات مزوّدة بالكمامات".
 
ولفت نقيب الصيادلة إلى أنّ الكمامة هي جزء من الوقاية وليست العلاج لهذا المرض القاتل.
 
ونفى "الأمين" وجود تلاعب في أسعار الكمامات كما نقل البعض، مضيفًا بهذا الخصوص: "أنا على تواصل مع مراسلي النقابة في كافة المناطق".
 
وظهر كورونا لأول مرة في 12 ديسمبر/كانون أول 2019 بمدينة ووهان الصينية (وسط)، إلا أن بكين كشفت عنه منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، وتسبب حتى مساء الجمعة بوفاة 2238 شخصا، وإصابة 75 ألفا و465 آخرين.
 
ونهاية يناير، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس القاتل الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان؛ ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.
 
بدورها، كشفت الصيدلانية اللبنانية باتريسيا فهد، صاحبة إحدى الصيدليات في بيروت، أنّ هناك أصنافا عدّة من الكمامات المتوفرة للوقاية من فيروس كورونا، وأفضلها نوعية "N95" و"FFP2".
 
وأكّدت فهد للأناضول، أنّ كميّة الكمامات في صيدليتها باتت قليلة نسبة للتهافت الملحوظ عليها، اعتبارًا من يوم الجمعة، بعد الإعلان عن أول إصابة.
 
وعن التلاعب بأسعر الكمامات، أجابت فهد: "لا أحد يستطيع التلاعب بأسعار، فهناك كمامة بـ 250 ليرة لبنانية (0.17 دولار)، وأغلى كمامة تبلغ 8 آلاف ليرة (5.29 دولارات)".
 
وأضافت: "هذه السلعة ليست العلاج إنّما إجراء، وهي سلعة مستوردة وأساس السعر لا يُحدّده صاحب الصيدلية إنّما الموزّع".
 
في المقابل، أفاد طوني العيلة، صاحب صيدلية أخرى بالعاصمة اللبنانية، أنّه باع الجمعة، أكثر من 200 كمامة في 3 ساعات فقط، مؤكّدًا أنّ سعر الكمامة ارتفع 50 في المئة تقريبًا.
 
من جهتها، قالت السيّدة شذى فاضل (40 عامًا)، إنها اشترت أكثر من 20 كمامة لعائلتها فور تلقيها خبر وصول فيروس كورونا إلى لبنان، مشيرةً أنه مهما بلغ ثمن الكمامة سوف يتم شراؤها.
 
وسجّل لبنان، الجمعة، أول إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا الجديد" لسيدة قادمة من إيران، ليكون ثالث دولة عربية تعلن تسجيل إصابات بالفيروس القاتل بعد الإمارات ومصر.
 
أتى ذلك في تصريحات أدلى بها وزير الصحة اللبناني حمد حسن، في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة بيروت.
 
وكشف الوزير اللبناني أيضًا عن وجود حالتين مشتبه بإصابتهما، مبينًا أنه جاري تنفيذ إجراءات منظمة الصحة العالمية بخصوص الموضوع.