بدأ الرئيس سعد الحريري يرافقه الوزير السابق غطاس خوري زيارة الى الامارات تستمر يومين يلتقي خلالها مسؤولين اماراتيين على ان يحط بعدها في السعودية في اوّل زيارة له بعد خروجه من السلطة ونيل حكومة الرئيس حسان دياب الثقة النيابية.
 
 
تأتي الجولة الخليجية للرئيس سعد الحريري على وقع "إنفراط" عقد التسوية بين "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" كذلك بعد استقالة الحريري عقب انطلاق انتفاضة 17 تشرين الأول وانضمامه الى صفوف المعارضة، لاسيما للعهد والرئيس الظل النائب جبران باسيل كما وصفه في خطاب ذكرى الرابع عشر من شباط الاسبوع الماضي محمّلاً ايّاه مسؤولية انتهاء مفاعيل التسوية.
 
ولعل الابرز في توقيت الزيارة الى الدولتين الخليجيتين انها تأتي قبل جولة عربية وخليجية يعتزم الرئيس دياب القيام بها في اوّل اطلالة خارجية له كرئيس للحكومة، وهو ما قرأ بين سطوره المحللون بانه إما "تمهيد" لزيارة دياب الى الخليج او بمعنى اخر تعبيد الطريق الخليجية امامه، خصوصاً انه لم يصدر اي موقف خليجي مرحّب بتشكيل الحكومة في لبنان، او تأكيد على استمرار الاحتضان الخليجي للرئيس الحريري كزعيم السنة في لبنان.
 
وفي السياق، اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي لـ"المركزية" "ان علاقة الرئيس الحريري بالقيادة السعودية ممتازة". وقال "هذه الجولة تأتي ضمن اعلانه في خطاب بيت الوسط انه لن يوفّر فرصة من اجل مساعدة لبنان مستفيداً من علاقاته الخارجية حتى لو لم يكن في السلطة".
 
وشدد على "ان زيارة الحريري الخليجية مختلفة عن الجولة التي يعتزم الرئيس دياب القيام بها، ولا ترابط بينهما لا من حيث الاهداف ولا التوقيت"، مذكّراً "بأن لا موقف خليجياً حتى الان من حكومة دياب، لا سلباً ولا ايجاباً".
 
واكد عراجي رداً على سؤال "ان الحريري حريص على عدم ايقاظ الفتنة السنّية-الشيعية بعدما تم دفنها بالحوار، وعلى عدم تصعيد المواقف، خصوصاً مع حزب الله".
 
وتطرّق عراجي الى موضوع الاستراتيجية الدفاعية التي طُرحت على طاولة الحوار في السنوات السابقة ووعد رئيس الجمهورية ميشال عون بمناقشتها مجدداً بعد اجراء الانتخابات النيابية، فأشار الى "ان "تيار المستقبل" سيدعو مجدداً الى البحث فيها، لانها ضرورية ومطلب دولي". 
 
وكان الرئيس الحريري استبق الجولة الخليجية باجتماع للمكتب السياسي للتيار والكتلة النيابية لوضعه في صورة الاوضاع المحلية، خصوصاً الاقتصادية والنقدية اضافةً الى التطورات الاقليمية وتحديد موقف "المستقبل" منها.
 
وفي الاطار، لفت عراجي الى "ان الرئيس الحريري وانطلاقاً من خطابه في ذكرى 14 شباط يستعد لاطلاق ورشة تنظيمية داخل التيار تواكب التموضع السياسي الجديد، وهو في صدد الدعوة لاجراء انتخابات داخلية في الاشهر القليلة المقبلة تشمل المكتب السياسي والمجلس التنفيذي للتيار اضافةً الى المنسقيات الخاصة".