أفادت وزارة الدفاع التركية بأن جنديين تركيين قتلا وأصيب خمسة آخرون في ضربات جوية نفذتها قوات النظام السوري قرب إدلب، مؤكدة أنه تم الرد على الهجوم وقتل أكثر من خمسين جنديا سوريا. يأتي ذلك بينما قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن الولايات المتحدة قد ترسل صواريخ باتريوت إلى بلاده بعد مقتل الجنود الأتراك، مستبعدا أي مساندة برية من القوات الأميركية.
 
وقالت الوزارة -في بيان- إن ردها على هجوم قوات النظام السوري دمر أيضا خمس دبابات ومدرعتين لنقل الجنود وشاحنتين مدرعتين ومدفع هاوتزر.
 
وجاءت هذه التطورات بعد ساعات فقط من إطلاق الجيش الوطني التابع للمعارضة السورية -بمساندة الجيش التركي- هجوما بريا جنوب شرقي إدلب من عدة محاور تحت غطاء مدفعي وصاروخي كثيف، وبعد يوم فقط من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن شن عملية تركية في إدلب لم يعد سوى "مسألة وقت".
 
وقد مكّن الهجوم قوات المعارضة -وفق ما نقله مراسل الجزيرة- من السيطرة على أجزاء من مدينة النيرب.
 
وأكد وزير الدفاع التركي خلال مقابلة مع تلفزيون "سي.أن.أن ترك" أن بلاده وروسيا تجريان مناقشات بشأن استخدام المجال الجوي السوري في محافظة إدلب، مشيرا إلى أنه يمكن التغلب على المشكلة إذا "تنحت" موسكو جانبا.
 
وأكد أكار أنه سيتم "بلا شك" تفعيل أنظمة صواريخ "أس 400" الروسية، مضيفا أن المسؤولين الروس والأتراك في إدلب أجروا حوارا جيدا، وأن بلاده لن تقبل بأي مقترحات لنقل مواقع المراقبة الخاصة بها في المنطقة.
 
من ناحية أخرى، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن من اعتبرتهم "متشددين مؤيدين لتركيا"، اخترقوا دفاعات الحكومة السورية في منطقتين بمحافظة إدلب.
 
وأكدت الوكالة أن سلاح الجو الروسي نفذ ضربات استهدفت المخترقين، كما دعت وزارة الدفاع الروسية أنقرة إلى وقف دعمها للجيش الوطني التابع للمعارضة السورية.
 
وقالت في بيان إن الجيش الروسي يدعو "الجانب التركي إلى وقف دعم أعمال مجموعات إرهابية وتسليحها"، منددة بضربات مصدرها مواقع تركية أدت الى إصابة أربعة جنود سوريين بجروح.
 
طريق مسدود
على صعيد آخر، قال مصدر تركي رفيع للجزيرة إن المفاوضات بين الجانبين الروسي والتركي بشأن إدلب وصلت إلى طريق مسدود.
 
كما قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إنه يصعب المضي في اتفاقي سوتشي وأستانا، مع استمرار هجمات النظام السوري على إدلب. وأضاف أن الاتفاقين لم يتوقفا، لكنهما تعرضا للضرر.
 
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قد أكد في وقت سابق أن التحضيرات جارية لعقد قمة روسية تركية إيرانية حول سوريا، مشيرا إلى عدم الاتفاق على موعد انعقادها حتى الآن.
 
وأضاف بيسكوف أن روسيا أجرت مفاوضات مع الجانب الإيراني حول عقد هذا اللقاء، وأن موسكو عبرت عن موافقتها على تواريخ محددة، مشيرا إلى أنه يجري الآن تنسيق المواعيد بين رؤساء الدول الثلاث.
 
وكانت تركيا وروسيا اللتان تدعمان أطرافا متقاتلة في الحرب المستمرة منذ تسعة أعوام في سوريا، قد فشلتا في التوصل إلى اتفاق بعد جولتي محادثات الأسبوعين الأخيرين.