الشاعر والروائي اللبناني الدكتور نزار دندش     العلم والفن عمودان متوازيان يسيران جنبا الى جنب ويكملان الحياة   قدّم الشاعر اللبناني نزار دندش أمسية شعرية بقاعة الفن التشكيلي محمد الحليوي بالمركب الثقافي بالقيروان مساء السبت وسط جمع من مثقفي الجهة ومبدعيها ووسط معرض لتشكيليي الجهة. الدكتور نزار دندش أستاذ جامعي، كاتب لبناني له أكثر من أربعين كتابا ( مجموعات شعرية، روايات، قصص، كتب في ماهية العلم وقضايا الفكر والحضارة وحتى النباتات) وهو شخصية متعددة الأبعاد وموارد التكوين الثقافي، ينشط في هياكل اتحاد الكتاب اللبنانيين وخارجها وهو بصدد الإعداد لتأسيس دار نشر ومركز ثقافي، من أعماله الروائية «حوار الممنوعات» و«يوميات موسكو الحمراء» و«حب عابر للقارات »و«زوجة القاضي» و«يوميات آدم وحواء» و«ربيع المطلّقات» وح«وار خاص مع زوجتي» ( مجموعة قصية) والهوية الثالثة إضافة إلى بعض المجموعات الشعرية، وهو أكاديمي وباحث وشاعر وروائي وناشط في المجتمع المدني والجمعيات الأهلية. دندش قدم مجموعة من قصائده من مختلف مجموعاته وهو يكتب القصيدة العمودية ويلتزم البحور الخليلية رغم تكوينه العلمي باعتباره دكتورا في الفيزياء، وقد اصرّ علي القراءة في القيروان التي أشار في بداية الأمسية الشعرية أنه يعشقها. «الصحافة اليوم» التقت الشاعر اللبناني بعد أمسيته وكان لها معه هذا الحوار: كيف لعالم فيزياء مثلك أن يكتب الشعر؟ ـ إنسانية الإنسان مفتوحة على كل المجالات فالشعر والرواية وكل ميادين الادب تكملشخصية الإنسان المجتمعي، فليس هناك بشر دون مشاعر وقلب يخفق، وعندما يُحشر الإنسان أحيانا ضمن اختصاصه بضوابط علمية معينة فهذا لا يعني أنه تخلى عن فضاءات أدبية أخرى وفنية ، والعلم والفن عامودان متوازيان يسيران جنبا إلى جنب ويكملان الحياة. أنت كفيزيائي متشبث بالقوانين الطبيعية، نراك كشاعر متشبث بقوانين الشعر ومقومات القصيدة القديمة؟ الشعر هو شعر سواء كان في قالب قديم أم حديث، عندما تكون القصيدة فيها الأحاسيس والصور والموسيقى فهي شعر، ولكن هناك بعض من الشعر الحديث الذي حين يتخلى عن الموسيقى فإنه يعوض ذلك بالصور والبناء الجيّد بينما هناك نوع من الشعر الموزون الذي يدّعي الشعرية وهو لا يصل إليها، أنا أحافظ على بناء القصيد القديم حفاظا مني على اللغة العربية وعلى تراثنا الأدبي، وأعتقد أيضا أن هناك من يعتدي على الشعر بدعوى الحداثة لأنه أصلا لا يحسن الوزن ولا البناء العمودي. إلى جانب الشعر أنت تكتب الرواية، كيف وجدت نفسك بين هذين الفنّين؟ الرواية رسالة ومسؤولية ومتابعة، كتاباتي قراءة للواقع وإبداء رأي بطريقة غير مباشرة، وهي دليل على فعالية الإنسان في مجتمعه أما الشعر فهو استراحة المحارب وهي كتابة للذات. أنت من مجربي كتابة الرواية في ذلك فلو تحدثنا عن هذه التجربة؟ أنا من دعاة الرواية المشتركة وقمت بتجارب مميزة في هذا المجال حيث كتبت الرواية الأولى بعنوان « يوميات آدم وحواء» مع الروائية اللبنانية نرمين الخنساء وكانت ناجحة وكتب عنها الكثير، وكررت التجربة مع الأديبة اللبنانية نضال أميوني دكاش برواية « ربيع المطلقات» وهي رواية متينة خاصة وأنها تحاول انصاف المرأة المقموعة في بلادنا. لماذا اخترت أن تحتضن القيروان أمسيتك الشعرية؟ القيروان هي التاريخ ، وهي ممر اجباري لمن يحترم تاريخ أمته، ومن يقرأ فيها يتحصل على وسام.