بين محطتين، جاءت زيارة رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية الايرانية علي لاريجاني الى لبنان، الاولى تمثلت بالانجازات الميدانية للجيش السوري في ريفي حلب وادلب، والثانية في ظل الحيرة اللبنانية في كيفية معالجة الاستحقاقات المالية في بلد واقع بين حدي التضخم او الانهيار.
 
 
ولان الشمس تأتي من الشرق، استحوذ الحديث عن الوضع السوري الحيز الاكبر من محادثات المسؤول الايراني الرفيع مع القيادات اللبنانية، وسط تقييم ايجابي لتقدم الجيش السوري في حلب وادلب، وانعكاس ذلك ايجابا على لبنان، لان كلما ذهبت الامور الى الهدوء والاستقرار في سوريا ارتاح الوضع في لبنان، خصوصا ان مسار الحل السياسي في سوريا قائم بموازاة استكمال العمليات العسكرية للقضاء على المجموعات الارهابية. 
 
أعباء النزوح
 
واستمع لاريجاني الى شرح تفصيلي من الجانب اللبناني حول الاعباء التي يرزح تحتها لبنان نتيجة النزوح السوري، والذي سرّع في المأزق الاقتصادي والمالي، في ظل احجام الدول الكبرى عن الايفاء بالتزاماتها وتعهداتها للبنان عبر مساعدته العملية والمادية للتصدي لاعباء النزوح، كما كان شرح تفصيلي عن سبب معارضة الدول الكبرى لعودة النازحين السوريين، وكيف تريد استخدامهم ورقة ضغط على لبنان وعلى القيادة السورية في آن. 
 
الوضع الاقتصادي الصعب
 
وتناول حديث لاريجاني مع القيادات اللبنانية، الوضع الاقتصادي الصعب الذي ينوء بثقله لبنان، والملفات الاساسية التي تواجهها الحكومة وهي بصدد وضع آليات المعالجة لها، فقدم لاريجاني شرحا عن وضع ايران في ضوء العقوبات والحصار والمستمر منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران، وان هذه العقوبات لم تعد تؤثر على ايران لان حجم الاقتصاد الايراني كبير جدا، وتمكنت القيادة في طهران من تحويل التهديد الى فرصة ونجحت في ذلك من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتي في كل المجالات، خصوصا في قطاعي الكهرباء والدواء، بحيث تحولت ايران الى مصدر للدواء وايضا لديها فائض من انتاج الكهرباء تبيعه الى دول الجوار، وتأثير العقوبات هو على الصادرات التي يستعاض عنها بالاكتفاء الذاتي. 
 
التجاوب السريع
 
اما النقطة التي ركّز عليها لاريجاني في محادثاته، هي وقوف ايران الى جانب لبنان لتجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها، وتجديد ابداء الاستعداد الايراني لمساعدة لبنان لا سيما في مجالات الطاقة والنفط والدواء والبنى التحتية، وان اي طلب لبناني سيلقى التجاوب العملي السريع من قبل بلاده.
 
وفي محادثاته، لم يكن طرح لاريجاني لمساعدة لبنان في اطار الاستثمار على الازمة التي يمر بها، انما جاء في سياق ما درجت عليه القيادة الايرانية منذ زمن، اذ مرارا وتكرارا عرضت المساعدة بلا مقابل في مجالات متعددة، وتركت تقدير الموقف للجانب اللبناني، والامر نفسه في زيارة لاريجاني الذي ذكّر القيادات اللبنانية بأن هناك دولة صديقة جاهزة للمساعدة ساعة ترغبون بذلك، وايضا بلا مقابل او شروط.
 
(وكالة أخبار اليوم)