تتسارع التطورات في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، سواء على الصعيد الميداني أو الدبلوماسي، مع تزايد التوتر بين أنقرة ودمشق التي تتقدم في المحافظة، المعقل الأخير للفصائل المسلحة بالبلاد.
 
 
والجمعة، أسقطت الفصائل المسلحة في ريف حلب، المجاور لإدلب طائرة مروحية لقوات الجيش السوري ومقتل طاقهما، في حادثة هي الثانية من نوعها خلال أسبوع.
 
وقالت مصادر ميدانية لـ"سكاي نيوز عربية"، إن الطائرة أسقطت في ريف مدينة دارة عزة، مشيرًا إلى أن الأنباء، تتحدث عن استهدفها بصاروخ مضاد للطائرات
 
وتحدثت مصادر عسكرية عن أن الطائرة استهدفت من قبل فصائل مسلحة مدعومة من تركيا.
 
وكانت هذه الفصائل أسقطت، الثلاثاء الماضي، طائرة مروحية للجيش السوري في ريف إدلب، مما أدى إلى مقتل قائد الطائرة ومساعده.
 
وهذا الشهر جرت مواجهات غير مسبوقة بين الجنود الأتراك والقوات السورية، مما فاقم التوتر بين أنقرة ودمشق.
 
وتنشر تركيا التي تدعم فصائل مسلحة في سوريا، قوات في شمال غرب البلاد، وأرسلت تعزيزات في الأيام الماضية.
 
والجمعة، تمكن الجيش السوري من تحقيق تقدم بعد السيطرة على قاعدة عسكرية، فقدها قبل سبع سنوات خلال الحرب الأهلية المندلعة منذ عام 2011، وذلك في خضم العملية التي يشنها منذ ديسمبر لاستعادة السيطرة على إدلب ومناطق مجاورة لها.
 
وسيطرت القوات الحكومية مؤخرا على عشرات القرى والبلدات، أبرزها مدينتا معرة النعمان ثم سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

تحركات دبلوماسية

وعلى الصعيد الدبلوماسي، طلبت 4 دول أوروبية أعضاء في مجلس الأمن وقفا فوريا لهجوم الجيش السوري في محيط مدينة إدلب، مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، وذلك اثر اجتماع غير رسمي عاجل لمجلس الامن بطلب من هذه الدول الأربع، بحسب "فرانس برس".

ودخلت واشنطن على الخط، إذ صرّح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية أن على التوتر بين تركيا وروسيا بشأن سوريا أن يدفع أنقرة للتقرّب من الغرب، خصوصا مع الولايات المتحدة

ولا يبدو للأزمة حل قريب بإدلب، في ظل تمسك تركيا بدعم فصائل مسلحة، تعتبرها كل من سوريا وروسيا تنظيمات إرهابية.

وعلى العكس تماما من وجود بوادر للحل، تهدد أنقرة بشن هجوم على الجيش السوري في نهاية فبراير، ما لم تنسحب قواته خلف مواقع المراقبة التركية في إدلب.

وتؤوي محافظة إدلب وأجزاء متاخمة لها في محافظات مجاورة ما يقارب 3 ملايين نسمة نصفهم من النازحين.

وأدت المعارك في محافظة إدلب منذ ديسمبر 2019 إلى نزوح أكثر من 800 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.

وينبع قلق تركيا حيال الوضع في ادلب من قربها من الحدود التركية، وتخشى أنقرة أن يؤدي هجوم قوات النظام إلى تدفق مزيد من اللاجئين نحو أراضيها، خصوصا أنها تستضيف 3.7 ملايين سوري.