أكد الامين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصر الله​ انه "على أثر الاجتياح الإسرائيلي ل​لبنان​ عام 1982، من المعروف تاريخيا أن ​الجيش الإسرائيلي​ دخل إلى ​جنوب لبنان​ وإلى جزء من ​البقاع​ وصولا إلى العاصمة ​بيروت​، واحتل العاصمة واحتل الضواحي أيضاً، في ذلك الوقت الإمام الخميني أعطى توجيها بإرسال قوات ​إيران​ية إلى المنطقة لمساعدة السوريين واللبنانيين على مواجهة الاجتياح الإسرائيلي، وأنا أذكر في ذلك الوقت جاء وفد مشترك من قيادة الحرس، والتقوا مع ​القيادة​ السورية، وعلى أثرها جاءت بعض ​القوات​ الإيرانية إلى المنطقة، وفي ذلك الحين توقف تقدم الاجتياح الإسرائيلي عند نقطة معينة، لأنه كانت هناك خشية من أن يقوموا باحتلال كل لبنان أو أن يحصل قتال مع ​سوريا​، هذا الأمر توقف، وبالتالي أصبحنا أمام واقع جديد، إسمه أرض لبنانية محتلة، تقريبا ما يقارب نصف المساحة اللبنانية، في ذلك الحين مهمة القوات الإيرانية التي جاءت تم تبديلها، من قوة سوف تذهب إلى القتال للدفاع عن بقية لبنان وعن سوريا، إلى قوة مهمتها مساعدة اللبنانيين لتأسيس مقاومة محلية لبنانية من اللبنانيين أنفسهم لمقاتلة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وبناء على تبديل المهمة الذي حصل أنه عاد جزء كبير من القوات الإيرانية إلى إيران، باعتبار أن الجبهة في إيران كانت مشتعلة، أي في حرب السنوات الثماني، وبقي جزء من القوات هنا، والذين بقوا هم الإخوة الحرس، يعني من الجيش وبقية القوات الأخرى رجعوا إلى إيران، وبقي الحرس هنا، وكان لهم تواجد في سوريا وتواجد في منطقة ​بعلبك الهرمل​، لأن هذه المنطقة كانت خارج دائرة الاحتلال الإسرائيلي".


وفي ​مقابلة​ تلفزيونية، لفت نصر الله، الى انه "منذ ذلك الحين نشأت العلاقة المباشرة بين الإخوة في الحرس والعلماء و​الشباب​ اللبنانيين، وفي مقدمتهم كان مثلا السيد ​عباس الموسوي​، والحاج ​عماد مغنية​، وإخوة آخرون، بدأت العلاقة منذ ذلك الحين على قاعدة العمل لتشكيل وإيجاد مجموعات مقاومة في كل لبنان لمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي للبنان، هذه هي بداية العلاقة واستمرت منذ ذلك اليوم إلى الآن، مازالت هذه العلاقة قائمة ومستمرة"، كاشفاً ان "اول لقاء مع ​قاسم سليماني​ كان في لبنان، يعني بعد تعيينه لقائد قوة ​القدس​ جاء إلى لبنان والتقينا هنا في جلسة تعريف، في جلسة معارفة بيننا وبينهم، وأنا لم أكن أعرف سليماني قبل ذلك، يعني لم نكن قد التقينا، لأن فيما سبق هذا الزمان سليماني كان في الجبهة في إيران، في جبهات الحرب، أو بعد ذلك كان يتولى مسؤوليات في محافظة كرمان أو سيستان وبلوجستان أو ما شاكل، حتى عندما كنا نذهب إلى ​طهران​ ونلتقي بالمسؤولين ما كنا قد التقينا سابقا، يعني لا توجد معرفة سابقة، وكان أول لقاء هنا في بيروت، وعرفنا أنه أصبح المسؤول الجديد لقوة القدس بعد تعيينه من قبل الإمام الخامئني، وأنه سوف يتحمل هذه المسؤولية من الآن فصاعدا، ومنذ الجسلة الأولى التي أنا كنت موجودا فيها وعدد من الإخوة، عادة عندما أذكر الأسماء أذكر أسماء الشهداء، الأحياء لا نذكر أسماءهم الآن، فكان في ذلك اللقاء الأول مغنية، والسيد مصطفى بدرالدين، وإخوة آخرون مازالوا على قيد ​الحياة​ الحمدلله، ومن اللقاء الأول في الحقيقة شعرنا بانسجام نفسي وفكري وروحي، ومن ​الساعة​ الأولى وكأننا نحن نعرف الحاج قاسم منذ العشرات من السنين وهو يعرفنا منذ عشرات السنين، فجنابك تعرف أن الانطباع الأول من اللقاء الأول يؤثر في مسار العلاقة، الانطباع الأول من اللقاء الأول من الساعة الأولى بين الحاج قاسم وبين الإخوة المسؤولين والقيادات في حزب الله، سواء الجهاديين أو السياسيين، أعطى هذا الانطباع الجيد والإيجابي والتفاعل، وبدأت العلاقة منذ ذلك الحين مع شخص الحاج قاسم واستمرت لحين شهادته".
وأوضح نصر الله ان "سليماني هو قائد قوة في الحرس، ويستطيع أن يجلس في إيران ويقول للآخرين تعالوا إلي كل مدة ويجلس معهم ويستمع إليهم ويتابع مسائلهم بشكل طبيعي وروتيني، أو إذا يحضر إليهم أي يأتي إلى لبنان أو سوريا أو ​العراق​ أو أماكن أخرى، مثلا كل ستة أشهر أو سنة مرة يذهب إلى تفقدهم، عادة هكذا قد يتصرف البعض من القادة، ولكن مدرسة سليماني تعني الذهاب إلى ساحات العمل وإلى الميدان، الذهاب إلى الآخرين"، مشدداً على "أننا منذ 1998 اي منذ بدأنا العلاقة والمعرفة بيننا وبين الحاج قاسم يعني تقريبا 20 أو 22 سنة، عدد المرات التي ذهبنا إليه هي مرات قليلة، لكن دائمًا هو الذي كان يأتي إلينا، طبعا هذا المجيء إلى الساحة وإلى الميدان ويلتقي هنا بالإخوة ويراهم جميعًا، يذهب إلى الميدان مباشرة ويستمع إلى المقاتلين والمجاهدين، هذا له حسنات كبيرة جدًا في الإدارة والقيادة ، ومن حسناته أولاً هو يعطي قوة لهؤلاء ويعبر عن احترامه لهم ومحبته أي أنا دائمًا اتيكم أنا في خدمتكم، لا تأتوا ولا ازاحموا انفسكم ولا تأتوا الي الى طهران أنا أتي اليكم فهذا له تأثيرات اخلاقية ومعنوية على المسؤولين الموجودين هنا وهذا يتيح له أن يستمع لكل الاراء ووجهات النظروليس فقط للاشخاص الذين يذهبون اليه ويسمع آراءهم وهذا يساعده في أن يكون فكرة أوضح وأصح".
ولفت نصر الله، الى ان "هذا يساعده كي يذهب الى المستويات الاخرى، المقاتيلن الموجودين في الجبهات ورابعا يكون فكرة أعمق واشمل عن الساحة التي يتحمل مسؤوليتها فهو لا يعتمد على التقارير فقط بل يذهب للميدان ويشاهد ويناقش وهذا أحد معاني مكتب الحاج قاسم وهذا غير متعارف بين الجنرالات، وفي الجبهة في ​ايران​ في الحرب، القادة تذهب للميدان والمقاتلين لكن هذا معروف داخل ايران، من جانب اخر عدم التعب والملل وهو لا يتعب، ونحن نشعر أحيانًا أن الضغوط تتعبنا لكن الحاج قاسم يعمل لساعات طويلة، ففي بعض المرات كان يعمل مثلا ولديه الم في اضراسه، و​الانسان​ قد لا يتحمل هذا النوع من آلالام فنقول له هل نأتي لك بالطبيب يقول ليس الآن بل بعد الجلسة، اي بعد ست ساعات،هو يجلس ويتحمل الألم ويشارك في الجلسة ويتخذ قرارات وفي آخر المطاف يذهب للطبيب، طاقة التحمل والصبر والتعب هذا أمر خاص وأنا لم اعرف شخصا يتحمل هذا كالحاج قاسم"، مشيراً الى ان "من جملة الصفات الخاصة في شخصية سليماني أنه دؤوب ويتابع بشكل دائم عمله بشكل حثيث وليس عجول وهذا جزء من طريقته، من الممكن أن تجد شخصًا قد يؤجل عمله الى وقت آخر بل هو كان حريص جدًا على انجاز ما يعمل عليه ولو في فترات قصيرة".
وبيّن نصر الله، ان "التواضع ايضا كان مؤثرا في نفوس المقاتلين والكل يعلم أن المقاتل في حالة القتال قد يبتلى بالتكبر وما الى ذلك لكن الحاج قاسم كان متواضعا حتى مع الناس العاديين وعندما نتحدث عن مكتب الحاج قاسم نتحدث عن تحمل المخاطر وهو كان دائما الى فم الموت والخطوط الامامية وانا كنت اختلف معه في هذه المسألة لكننا لم نستطع منعه من هذا، وسليماني كان الرجل الحاضر في الايام الصعبة ففي ​حرب تموز 2006​ جاء من طهران لدمشق وقال أنه يريد القدوم للضاحية ونحن تعجبنا من ذلك فقدومه كان صعبًا نتيجة ما تعرضنا له وصعوبة الوصول للضاحية لكنه أصر على ذلك وأتى وبقي طوال فترة الحرب، وفي ​محاربة داعش​ في سوريا والعراق كان يمشي في الخطوط اللامامية على عكس ما يفعله الجنرالات عادة ويمكننا القول أن ما يقوم به مكتب الحاج قاسم مأخوذ من مكتب الامام الخميني وتوجيهات السيد خامنئي وتجربة الحرب في ايران وما لها من آثار روحية ونفسية وهذا ما رأيناه في شخصية سليماني".

وسرد نصر الله تفاصيل حوار دار بينه وبين سليماني، الذي وصل منتصف الليل إلى بيروت (لا تحديد للتاريخ) وطلب من نصر الله تقديم 120 قيادياً عسكرياً قبل بزوغ الفجر. وطلب سليماني الحصول على قيادات ميدانية بدلاً من مقاتلين، مشيراً إلى أنه "الطلب الوحيد الذي تقدم به سليماني بعد 22 عاماً من الصداقة التي جمعت بينهما".

وقال نصر الله إنه أجرى اتصالات بستين قيادياً من حزب الله وطلب من بعض قيادات حزب الله في سوريا التوجه إلى مطار دمشق، موضحاً أن سليماني اصطحب على طائرته عدداً من قيادات حزب الله.