إن العودة عن الخطأ فضيلة شرط أن يتوب الإنسان، عسى أن تكون التوبة هذه المرة صادقة.
 

يشيع انصار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن خطابه في ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري سيكون خطابًا تاريخيًا، مفصليا، يقلب معادلات ويضع معادلات ويغير واقع ووقائع لدرجة أن المرء يظن أنه أمام خطاب شبيه بخطاب الرئيس الراحل انور السادات في ١٦ أكتوبر ١٩٧٣ .

لكن الحقيقة مغايرة تماما ، فالمرجح، طبعا عند من يمتلك ذرة عقل أن يلخص هذا الخطاب بعبارتين "القلة ولدت النقار" و "مجبر أخاك لا بطل".

 لولا المظاهرات التي اندلعت والثورة العارمة التي ملأت الساحات وشوارع بيروت ومن ثم الاتصال الأمريكي الذي أمر بالإستقالة لكان الخطاب "المفصلي" تفصيل في الحياة السياسية يحضره أمثال سليم جريصاتي، هذه هي الحقيقة المرة المريرة، فسعد الحريري باع القضية منذ زمن وما يقوم به اليوم لا يتعدى النكد السياسي بعد فشل تسويته الرئاسية وفشل حكومته وانهيار الاقتصاد ورفع الغطاء الامريكي عنه.

أي خطاب لا يبدأ بالإعتذار من الشرفاء الذين رفضوا "صفقة انتخاب عون" لا يعول عليه، أي خطاب لا يبدأ بطلب السماح من جمهور رفيق الحريري على ممارسات من عينهم ملقي المحاضرة لا قيمة له.

إن العودة عن الخطأ فضيلة شرط أن يتوب الإنسان، عسى أن تكون التوبة هذه المرة صادقة.