أكد المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل"، ان "لبنان يعيش اليوم في ظروف سياسية شبيهة بما كانت في تسعينات القرن الماضي من معارك عبثية إلغائية بخطاب عنصري وطائفي بغيض يتميز بشعبوية ساذجة تتوهم القدرة على اعادة عقارب الساعة الى الوراء بحثا عن زعامة واهية متأتية من عقدة نقص تجاه زعماء وقامات طبعوا تاريخ لبنان الحديث بما يليق به من رسالة مميزة في هذا الشرق فكانوا رجالات دولة عزّ امثالهم".


وفي بيان له، اوضح المكتب، ان "الحريرية الوطنية التي أرسى لبنتها الرئيس الشهيد ​رفيق الحريري​ وتابع مسيرتها الرئيس سعد الحريري هي التي أعادت إطلاق ثقافة السلام والحوار بين جميع مكونات المجتمع اللبناني وهي التي جعلت من لبنان محور استقطاب للدول العربية حكومات ومجتمعات وأعادته إلى الخريطة الإقليمية والدولية، اما العبثيون العابثون بمصير الوطن والمواطن فلقد انجزوا، اليوم، عزل لبنان عن محيطه العربي التاريخي ودمروا حضوره على المنابر الدولية"، لافتاً الى ان "الحريرية وبيئتها الحاضنة هي التي تبنت القضية الفلسطينية ممارسة ووجداناً باعتبارها قضية العرب المركزية وترى صراعها مع العدو الصهيوني صراعا وجوديا ايديولوجيا خلافاً لما كان صرح به البعض في هذا الشأن لغايات تسويقية رئاسية يعد بها نفسه".

واوضح المكتب، في بيان، ان "العبثيون يتهمون الحريرية السياسية بأنها مسؤولة عن تراكم الدين العام في حين ينكرون وحلفاؤهم الذين تسلطوا على وزارة ​الطاقة​ منذ عام ٩٦ وحتى تاريخه دورهم في ذلك الامر الذي جعلهم ينتجون بدل الطاقة ديناً قدره زهاء43 مليار دولار اي ما يوازي ٥٠٪ من الدين العام، وان المكائد السياسية التي تعرض لها الرئيس سعد الحريري منذ العام ٢٠٠٥ وحتى تاريخه أدت الى حصر عدد سنوات مسؤولياته بست سنوات من اصل ١٥ سنة منها تسع سنوات تعطيل من العبثيين وحلفائهم بدءا من حصار السراي وضرب الدورة الاقتصادية في العاصمة ثم تعطيل تشكيل حكومتي كل من الرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام لسنتين من اجل توزير ​جبران باسيل​، ولا ننسى أن اهمها تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية لاكثر من سنتين اصرارا منهم على ايصال العماد ​ميشال عون​ ثم يتساءلون عن أسباب تردي الاوضاع الاقتصادية و انهيارها".

وشدد المكتب على ان "المنهج السياسي الوطني الاجتماعي للحريرية هو ما اعاد النهوض ب​الاقتصاد اللبناني​ بعد الحرب العبثية المدمرة، واعاد إعمار ​وسط بيروت​ كملتقى لجميع مكونات الاجتماع اللبناني ، وحافظ على السلم الأهلي وحل الخلافات عن طريق الحوار. إنه منهج اعادة بناء الدولة العادلة والحاضنة لجميع ابنائها ، ومنهج التفهم الحقيقي والواقعي لهواجس جميع الطوائف اللبنانية الذي ترجم من خلال إنجاز اتفاق الطائف الذي أنهى ​الحرب اللبنانية​ ، منهج إعداد دخول لبنان واللبنانيين الى عصر اقتصاد واجتماع المعرفة ، منهج تطوير برامج التعليم الرسمي في كافة مراحله وتحويله الى برامج رقمية باعتبارها احدى عوامل تجديد الميزة التفاضلية لشابات وشباب لبنان للدخول الى الاقتصاد الرقمي و تأمين فرص العمل لهم داخل لبنان وخارجه مستقبلا، منهج حماية البيئة التي تؤسس لسياحة بيئية منتجة ، منهج رعاية وترشيد القطاعات الإنتاجية المتخصصة التي تتميز بالتنافسية و بالقيمة المضافة ، منهج ​مكافحة الفساد​ والفاسدين في القطاعين العام والخاص من خلال الإصرار على القوننة الواضحة لاستقلالية القضاء ومكافحة الانتقائية في هذا المجال ، منهج اشراك الرأسمال الوطني في المشاريع الاستثمارية التي تتميز بعائدية بما يساهم في مكافحة احتكار تعهدات الاعمال نتيجة ​المحاصصة​ السياسية".