فإذا كانت مكونات فريق ال69 تعترض على هذه الحكومة وطريقة تشكيلها وبيانها الوزاري، فهذا يستدرج سؤالين كبيرين، الاول هو كيف لهذه الاطراف أن تطلب من الناس الموجوعة والقلقة والمرعوبة على مستقبلها ومستقبل اولادها أن يمنحوها فرصة؟؟ والسؤال الاكبر هو من يا ترى يقف خلف هذه التشكيلة ؟؟
 

عشية جلسة ما يسمى بإعطاء الثقة للحكومة العتيدة، وما يرافقها من إجراءات وتدابير أمنية، من بناء الجدر العازلة وصولا إلى إقفال الطرقات وخطط عسكرية جعلت من محيط مجلس النواب أشبه ما يكون بثكنة عسكرية منه لمجلس يعكس إرادة اللبنانيين.

 


 بات واضحا أن قرارا ما بمكان ما قد اتخذ لفرض هذه الحكومة فرضا على البلاد والعباد مهما كانت النتائج الكارثية المترتبة على هذا الامر.
وبجولة سريعة على المواقف المعلنة من قبل أطراف محور ال69 التي سمّت دياب، والسهام التي تطلق عليها من قبلهم، بالخصوص بعد الاعلان عن بيانها الوزاري ندرك أننا أمام مشهد كاريكاتوري سخيف في زمن أحوج ما نكون فيه الى حكومة أكثر من جدية علها تتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

 

 

فكتلة الوفاء للمقاومة تقول "إن الحكومة الراهنة وطريقة تشكيلها تفسر عدم وجود برامج انقاذية لمعالجة الازمات المالية والاقتصادية .. " ! 
الرئيس بري ينتقد ما ورد في البيان الوزاري بالاخص ما يتعلق ببند الكهرباء ويعتبرها استمرارا بالفشل الذي كلف الموازنة مبالغ ضخمة بدون أي جدوى غامزا بذلك من قناة فريق العهد صاحب الوزارة الحصري منذ سنوات طويلة.

 

إقرأ أيضًا: لماذا فضّل حزب الله إنهيار لبنان على الاصلاح؟

 


 سليمان فرنجية يقول بأن "الثقة التي التي سوف يمنحها لهذه الحكومة انما هي بخلفية سياسية فقط" مما يوحي بإقراره أن هذه الحكومة ليست هي حكومة إنقاذ أو حلول ! 
 النائب جميل السيد يشترط منح الثقة بموقف مسبق لرئيس الحكومة يعلن فيه قرارا واضحا بالامتناع عن تسديد ديون سندات اليوربوند وجدولة الديون، هذا بالاضافة لإعلان الحزب القومي عن قراره برفض منح الثقة وبعض نواب اللقاء التشاوري.

 


 
فإذا كانت مكونات فريق ال69 يعترضون على هذه الحكومة وطريقة تشكيلها وبيانها الوزاري، فهذا يستدرج سؤالين كبيرين، الاول هو كيف لهذه الاطراف أن تطلب من الناس الموجوعة والقلقة والمرعوبة على مستقبلها ومستقبل أولادها أن يمنحوها فرصة؟؟ 
والسؤال الاكبر هو من يا ترى يقف خلف هذه التشكيلة ؟؟ 

 


أعتقد أن الاجابة على هذا السؤال الاخير، لا يمكن إيجاده إلا إذا اعتبرنا هذه الحكومة ما هي إلا عبارة عن "حكومات" متعددة تناشتها أطرافها، ولا يمكن النظر اليها كحكومة متكاملة،  فالحزب الذي استحصل على وزارتي الصحة والاقتصاد هو غير معني بباقي الوزارات وينتقدها، وكذلك هي حال الرئيس بري مع وزارات المالية والزراعة والثقافة، وأيضا حال فرنجية مع الاشغال وجميل السيد مع الداخلية وجبران باسيل مع الطاقة وهكذا 
يبقى أن لكل هذه المكونات لا بد من مايسترو يعزفون جميعهم وفق تعليماته، وهنا يأتي دور حزب الله الوحيد الذي له كلمة الفصل والقدرة على جمع هذه التناقضات، وبالنسبة له فإن إدراج كلمة "المقاومة" في البيان الوزاري كفيل لوحده بأن يصدر التكليف الشرعي للجميع بالتسليم والرضى وإعطاء الثقة، حتى وإن كان بعدها الطوفان .