دعونا من صفقة القرن وكل مزايداتكم على الشعب الفلسطيني وحدثونا عن صفقاتكم وسرقاتكم وحصصكم ثم ردوها إلى الشعب اللبناني ذلك أزكي لكم وأكثر أخلاقية ومناقبية ووطنية من محاضرات التملق ومواقف المزايدات وإلا فإن هذه الثورة مستمرة في كل الساحات رغم كل التحصينات والإجراءات ومشاهد القمع وما ضاع حق وراءه مطالب.
 

لترامب صفقاته السياسة، وللمسؤولين اللبنانيين من روؤساء وزعماء ووزراء ونواب وغيرهم صفقاتهم أيضا ولكن المفارقة أن صفقات الرئيس الأميركي لرصيده السياسي والإنتخابي أما صفقات المسؤولين اللبنانيين فهي لأرصدتهم المالية وشركاتهم وأحزابهم.

 

أخذنا على الرئيس الأميركي إعتدائه السافر على الشعب الفلسطيني وما زلنا نأخذ على البريطانيين وعدهم لليهود بأرض فلسطين وبيعهم فلسطين للصهاينة، وما زلنا في كل المحافل المحلية والعربية ننادي بالدفاع عن الأرض والعرض وندين بأشد العبارات مصادرة اليهود لفلسطين ولعل من أكثر المسؤولين حماسا وإدانة لقضية الشعب الفلسطيني هم المسؤولين اللبنانيين، ولا شك في أن هذه الغيرة هي واجب قومي ووطني وأخلاقي تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم، ولكن اللبنانيين يتساءلون ماذا عن لبنان؟ ماذا عن مصير الشعب اللبناني المنهوب والمسروق؟ وماذا عن مستقبلهم المالي والإقتصادي والمعيشي؟ ماذا عن صفقات المسؤولين اللبنانيين التي تجاوزت حدود العقل بالسرقة والنهب؟ فلم تبقِ على شيء من مقدرات البلد ولم تبق على شي في خزينة الدولة ووضعت لبنان في طابور الدول التي تتسول المساعدات وتشحذ المؤتمرات المانحة من هنا وهناك.

 

هل انعدمت الغيرة الوطنية لدى المسؤولين اللبنانيين على وطنهم وشعبهم؟ أين حسّ المسؤولية الوطنية لدى زعماء لبنان ومسؤوليه؟ من يدافع عن لبنان في ظل الأزمة الخانقة التي يمر بها؟ من يطالب بحقوق لبنان المسلوبة؟ وبحقوق الشعب اللبناني المنهوب؟

اقرا ايضا : سعادة النائب الأسود

سارع الرئيس بري إلى عمان لنصرة فلسطين وألقى كلمته ضد صفقة القرن وضد الاستيلاء على الارض الفلسطينية، وضد الاعتداء على الشعب الفلسطيني وسبقه كثيرون من اللبنانيين بالإدانة والتنديد والاستنكار ورغم كل ذلك بقيت مؤشرات الإنهيار المعيشي والاقتصادي في لبنان على ما هي عليه، وفي وقت يستصرخ الشعب اللبناني كله مسؤوليه وزعمائه لإنقاذه ولوضع حد للإنهيار والفساد والسرقات ولكن الجواب في لبنان شيء آخر، جواب السلطة كان بعقد اجتماع طاري لمجلس الدفاع الأعلى لقمع المتظاهرين وحماية اللصوص والمتهمين بقضايا السرقة والفساد مع المزيد من القمع والتوقيفات، جواب السلطة كان بإقامة السواتر الإسمنتية لحماية جلسة الثقة، الثقة لحكومة لم تقدم أي برنامج إصلاحي وأي خطة جدية للإنقاذ، جواب السلطة وأحزابها وزعمائها المزيد من الفساد والسرقة "وعلى عينك يا تاجر"  ثم يأخذون على الإنتفاضة الشعبية استمرارها في الشارع ضد صفقاتهم وسرقاتهم وإهمالهم ولا مبالاتهم تجاه الشعب الذي لم يتركوا له أي شيء من مقومات العيش الكريم نتيجة صفقاتهم وسرقاتهم .

 

حماية لبنان أولا من صفقاتهم، وحماية الشعب اللبناني من سرقاتهم وفسادهم هو الواجب الوطني الحقيقي.
إن النخوة والغيرة الحقيقية تجاه الأوطان والشعوب هي حمايتها من الصفقات المشبوهة من صفقات الداخل قبل الخارج، حمايتها من الخائنين لأمانة المال العام، حمايتها من أصحاف الصفقات والسمسرات ومن سارقي أموال الشعب وقوته وحاضره ومستقبله.

 

دعونا من صفقة القرن وكل مزايداتكم على الشعب الفلسطيني وحدثونا عن صفقاتكم وسرقاتكم وحصصكم ثم ردوها إلى الشعب اللبناني ذلك أزكي لكم وأكثر أخلاقية ومناقبية ووطنية من محاضرات التملق ومواقف المزايدات، وإلا فإن هذه الثورة مستمرة في كل الساحات رغم كل التحصينات والإجراءات ومشاهد القمع وما ضاع حق وراءه مطالب.