الخبراء لا يعرفون مدى انتشار فيروس كورونا الجديد الذي يعصف بالصين ولا يعرفون مدى خطورته، لكن الأزمة المتنامية تثير الذعر بين الناس بأنحاء العالم.
 
وتشير صحيفة نيويورك تايمز بافتتاحيتها إلى أن هذا الداء الذي ظهر أوائل ديسمبر/كانون الأول بمدينة ووهان الصينية أصاب حتى الأربعاء الماضي أكثر من ستة آلاف شخص في نحو 15 دولة، وأودى بحياة أكثر من 130 شخصا جميعهم في الصين.
 
وبينما بدأت المدن بأنحاء العالم تستعد لموجة محتملة من العدوى، تضيف نيويورك تايمز أن أسعار الأسهم والنفط بدأت في التراجع، وأن الخبراء في جميع الصناعات يشعرون بالذعر من إمكانية تعطّل سلاسل التوريد إذا تحول هذا المرض إلى وباء أكثر خطورة.
 
وتشير الصحيفة إلى أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها سبق أن حذرت منذ زمن طويل من أن معدل ظهور مسببات الأمراض الجديدة بارتفاع، وأن السبب في ذلك يعود جزئيا للاحتباس الحراري.
 
 
مسببات جديدة
وتضيف نيويورك تايمز أن منظمة الصحة العالمية تقوم كل عام بتحديد مسببات جديدة للأمراض المتفشية، خاصة تلك التي تشمل الفيروسات التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر مثل فيروس كورونا الجديد.
 
وتقول إنه يبدو أن الصين -مركز تفشي المرض الحالي- تعلمت بعض الدروس من الأزمة الأخيرة التي واجهتها. ففي عام 2002، عندما ظهرت المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة لأول مرة (مرض فيروسي من أصل حيواني) انتظر قادة البلاد حوالي ثلاثة أشهر قبل إعلام منظمة الصحة العالمية بالأمر الذي جعل الفيروس يصل إلى أكثر من عشرة بلدان.
 
وأوضحت أن المسؤولين الصينيين تحركوا بشكل أسرع هذه المرة، إذ نبّهوا منظمة الصحّة في غضون شهر واحد من اكتشاف أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا، وأنهم انتقلوا بسرعة للبحث في تسلسل الفيروس الجديد وطرق احتوائه. وأنه نتيجة لذلك، وُضع حوالي 56 مليون شخص، بما في ذلك مدينة ووهان بأكملها، تحت الحجر الصحي.
 
غير أن الصحيفة تنسب إلى خبراء الصحة العالميين قولهم إن استجابة الصين ما زالت لا ترتقي إلى المستوى المأمول.
 
خبراء وتحذير
وتشير نيويورك تايمز إلى أن خبراء الصحة العالميين حذروا البلدان الأخرى بضرورة الاستعداد في حال فشلت الجهود الصينية لاحتواء هذا المرض.
 
وتشير الصحيفة إلى إصابة أشخاص في الولايات المتحدة بهذا الفيروس، مضيفة أن الإدارة نجحت في الحفاظ على بعض كبار خبراء الأمراض المعدية بالعالم في أدوار رئيسية في أفضل الوكالات، بما في ذلك مراكز مكافحة الأمراض واتقائها والمعاهد الوطنية للصحة وإدارة الغذاء والدواء.
 
وتضيف أنه إذا تم تزويد هؤلاء المتخصصين بالموارد والسلطة اللازمة للتصدي للأزمة، فإنه يمكن أن تساهم تجربتهم المقرونة بالمعارف العلمية في تجنب أسوأ السيناريوهات، خاصة إذا حدث تشجيعهم على تطوير اللقاحات ونشر الخبراء والتعاون مع فرق الاستجابة في المناطق المتأثرة.
 
وترى الصحيفة أنه يعد من الجيد أن تتعلّم الولايات المتحدة وبقية العالم من هذه التجربة، وأنه من شبه المؤكد أنها لن تكون آخر مرة يواجه فيها العالم مثل هذه الأزمة.