جزم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن "حساباته في الدعوة في الثاني من أيلول الماضي في المؤتمر الاقتصادي في بعبدا الى تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، تعمل على معالجة الوضع الاقتصادي الآيل الى الانهيار، لم تكن حسابات سياسية ابداً، بل كان يقرأ وقائع وأرقام، ويصارح اللبنانيين بما هو آت، بدلاً من لعبة التخدير والتسويف، التي ادت الى الانفجار".
 
 
 
ورفض جعجع في حديث لـ"المدن"، "الاتهامات التي تطاول "القوات" بأنها كانت تدعم الثورة لمواجهة حكومة الرئيس سعد الحريري إضافة الى رفضه التصنيفات المذهبية والطائفية"، مؤكداً أن "اللعبة خرجت من هذا المنطق، وأبرز الردود هو التلاحم بين ابناء طرابلس وجل الديب والزوق، عندما ناصروا بعضهم البعض في لحظات الاستفراد بهم، والمشهد الابلغ هو في صراخ طرابلس للنبطية والهرمل، ونزول اهل تعلبايا وسعدنايل الى بيروت دفاعاً عن الانتفاضة واهدافها".
 
 
 
وردا على سؤال عن الموافقة على اسقاط رئيس الحكومة في مقابل عدم اسقاط رئيس الجمهورية، لفت جعجع إلى أن "المعادلة غير مطروحة بهذا الشكل، الحكومة هي اساس السلطة، واسقاطها لا يستهدف شخص الرئيس بل القوى المهيمنة عليها، وارادت اتخاذها كمتراس وغطاء لمشاريعها. وهو ليس متمسكاً بهذا العهد، لكن الأهم ما الذي سيأتي بعد هذا العهد".
 
 
 
واعتبر جعجع انه "تم اللعب على شكل الحكومة وتم تلغيمها بوزراء معينين من جهات مختلفة، فقدمت وكأنها حكومة تكنوقراط ولكن تبقى العبرة في التنفيذ"، لافتا الى انه "كان بإمكان الحكومة اظهار استقلاليتها او جديتها بالعمل، من خلال تعاطيها مع مشروع الموازنة، لكنها لم تفعل، وهذا ما اصابها بمقتل".
 
 
 
وأشار رئيس "القوات"، إلى انه "كان بالإمكان العمل على اعداد البيان الوزاري لتحصل الحكومة على الثقة، وتسترد الموازنة وتجري تعديلات جذرية عليها، وبعدها يتم اقرارها، ولكن ما حصل لا يبشر بالخير لكننا سننتظر لنرى".
 
 
 
وفي تقييمه للموقف الدولي من هذه الحكومة، رأى جعجع انه "قد تعطى فترة سماح لمدة شهر، وكيف ستتعاطى، ولكن لا احد سيقدم مساعدات للبنان من دون مقابل، والمقابل الاول في ذلك، هو الاهتمام باللبنانيين، وكف بعض الاطراف لشرورهم عن الدول الأخرى، وعدم اقحام لبنان بالصراعات الاقليمية".
 
 
 
وأكد جعجع إن "ما قبل 17 تشرين ليس كما بعده، وعلى كل الفرقاء التفكير ملياً وجدياً بما فرضته هذه التحولات لتغيير ادائهم وآلية عملهم، والأهم أن التلاحم الوطني بين اللبنانيين يفرض على الاحزاب التوجه نحو تبني مشاريع وطنية لا طائفية، وتسقط ما يسمى بالحسابات الاسلامية او المسيحية"، مشدداً على أن "هذا هدف اساسي تضعه القوات نصب أعينها، وتتطلع الى الذهاب نحو مشروع لا طائفي، يتكامل فيه المسلمون والمسيحيون على اساس المواطنة".