فلسطين اليوم تتصدر الاحداث ليس بسبب ما أعلنه ترامب فقط وليس بسبب صفقة القرن فقط بل أيضا بسبب حدث غير منفصل وهو أننا كعرب منحنا بموتنا ترامب وغيره أن يقرر عنا بل وأن يفرض علينا ما يريده ونحن مجرد موتى بقرارنا ووحدتنا.
 
 
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإلى جانبه بنيامين نتنياهو يوم أمس خطته لصفقة القرن، وكان الحدث عالميا بإمتياز، تصدّر كل الشاشات عربيا ودوليا.
 
وانطلقت بعد ذلك بل وقبله حملة مواجهة كلامية شاملة إعلامية فايسبوكية وتويترية، وفتحت منابر الإعلام على مصراعيها للتنديد والتهديد والوعيد.
 
نعم هذا ما يجب أن يكون بمستوى حدث من هذا النوع، وهذا ما يجب التأكيد عليه أن فلسطين عربية وأنها لن تكون إلا عربية وعاصمتها القدس، وأن ترامب ومن وقف إلى جانبه يوم أمس يؤكدون مرة جديدة محاولاتهم البائسة في إنهاء قضية فلسطين بلغة من الترهيب والترغيب طالت الدول العربية جميعها وذهبت لفرض واقع سياسي جديد أو أجندة سياسية جديدة للمنطقة لم تتضح بعد خطوطها وتفاصيلها ولكنها بالتأكيد ليست في صالح قضية فلسطين وكل ما ومن يرتبط بها.
 
وبعيدا عن الإدانات ومفرقعات المواقف السياسية والإعلامية والفيسبوكية السؤال الذي يجب أن نسأله لأنفسنا كعرب وكمسلمين وكمسيحيين معنيين بأرض القيامة ماذا فعلنا وما الذي لم نفعله من أجل فلسطين؟!
لماذا وقف ترامب ونتنياهو وحدهم ليحددوا مصير أرض عربية، وليفرضوا أجندتهم السياسية الجديدة على جميع العرب، وليقرروا مصير شعب كامل، وليقرروا تصفية أهم القضايا العربية.
وبعيدا عن الإستغراق في لغة التنديد والتهديد والوعيد، وبعيدا عن الإستغراق في عنتريات الممانعجية وشعارتها، وبواقعية كبيرة فإننا 
 نحن كعرب ومسلمين  من  وفرنا لترامب كل الظروف المؤاتية لفرض ضياع القدس وفلسطين، نحن كعرب وكمسلمين من بعنا فلسطين وخذلنا فلسطين ماذا فعلنا بمجتمعاتنا العربية؟  ماذا فعلنا بالشعب السوري غير النفي والتهجير والتنكيل؟  ماذا فعلنا بالشعب اللبناني الذي انهارت كل وسائله المالية والمعيشية وذهب إلى ازمة جوع غير مسبوقة، وكذلك الشعب العراقي الذي فرقناه وأضعنا  ثرواته، والمصري ذلك الشعب الذي  بغالبيته تحت خط الفقر، وصولا إلى  ليبيا التي  دمرناها وامتلأت ساحتها قتلا وخرابا.
 
 نحن أضعنا فلسطين وكل دول العربية وكل الشعوب الغربية  فلماذا نبكي  فلسطين اليوم؟ ولماذا نبكي القدس اليوم؟ 
ونحن كعرب سبب كل هذا الخراب والإنهيار، فلسطين هي واحدة من الدول العربية التي لم نحافظ عليها وخذلناها وتركناها لمصيرها ولكن ماذا عن بقية الدول العربية؟ ماذا عن سوريا ولبنان واليمن وليبيا والعراق هل نستحق نحن كعرب كل هذه الاوطان؟ 
لماذا نبكي إذا خسرنا فلسطين وماذا لو كانت فلسطين دولة عربية غير محتلة كسائر الدل العربية اليوم؟ هل فكرنا بمصيرها الذي ستكونه؟ بالتأكيد ستكون كما أي دولة عربية اليوم منهكة ومتعبة ومفلسة.
 
 نلعن زماننا والعيب فينا، ونحن كعرب لسنا مؤهلين لحماية اوطاننا وقضايانا لأننا لا نستحق هذه الاوطان ولأننا تعودنا على خيانة بعضنا وخيانة أوطاننا وشعوبنا.
 
فلسطين اليوم تتصدر الاحداث ليس بسبب ما أعلنه ترامب فقط وليس بسبب صفقة القرن فقط بل أيضا بسبب حدث غير منفصل وهو أننا كعرب منحنا بموتنا ترامب وغيره أن يقرر عنا بل وأن يفرض علينا ما يريده ونحن مجرد موتى بقرارنا ووحدتنا.